Wednesday, July 6, 2011

ما أعظمك أيها القائد والمعلم "الأب"

ما أعظمك أيها القائد والمعلم(الأب)
بقلم: خالد أبو دقة
كل يوم نرى حولنا أشياء غريبة ونسمع حكايات جديدة , نلتقي بالكبير والصغير , نشاهد ونسمع الأخبار , فنجد ما يسرنا وما يمتعنا ,ونجد ما يغضبنا وينكد علينا , ونجد ما يذكرنا بالله , وما يبعدنا عنه,  ولكن اليوم رأيت شيء أثر في كشاب وابن, أثناء تأديتي فريضة العشاء في المسجد القريب, أتت عيني على رجل كبير في السن كان على يميني, وأيضا على شاب مثلي كان على يساري, , فحينما نظرت إلى الرجل رأيت لباسه ملئ بغبار العمل , والشاب الذي على يميني بلباس جديد مكوي وتفوح منه رائحة العطر,

ومن ثم أكملت صلاتي واذا بالرجل يرفع رأسه الى السماء ويحرك رقبته يمين يسار ,فشعرت بأن الرجل غير مرتاح يطلب من الله الراحة, وبعد الانتهاء من الصلاة, نظرت اليه والى الشاب, فالرجل أعرفه جيدا والشاب أيضا اعرفه, ولكن الرجل لديه أبناء وأسرة كبيرة, فشعرت بأنه مهموم جدا وأتت لي صورة من ذاكرتي لأبنائه الكبار والصغار, جميعهم يلبسون الثياب الجميلة والجديدة, فحينها ارتعبت قليلا وتقشعر بدني عندما تذكرت والدي وكل والد لديه ابناء أنهم لا يلبسون حتى يلبس أبنائهم ولا يأكلون حتى يأكل ابنائهم, يعملون ليل نهار لأجل أبنائهم يفكرون بهم ولا يفكر الأبناء به, يدعون لأبناءهم في صلاتهم يطلبون من الله أن يحفظهم, فلا يهمه هذا الابن من أبيه إلا المصروف الذي يعطيه له أو مواصلات الجامعة او لشراء الملابس فقط, حتى أنه لا ينظر إلى وجه أبيه الا عندما يريد من أبيه شيئا .إلا من رحم الله منا.

وبعد وصولي للمنزل بدأت أكتب هذه الكلمات .. هنا توقف قلمي عن الكتابة..هذا ماحدث معي في نفس اليوم وأنا أكتب في هذه السطور, توقف قلمي لسماع صوت ينادي خالد! فقلت نعم, تعال العشاء جاهز, تركت الجهاز وذهبت إلى العشاء, فجلست أنا واخوتي والأب العظيم, فعلا إنه يومك أيها الأب, فعندما جلست تباعد اخوتي ليفسحو لي مكان للجلوس, فحينها الأب قام بتقريب العشاء نحونا, فانتبهت لذلك لأنه يكررها دائما,, فتركته يلتفت فقدمت العشاء نحوه, فشعر الوالد بأن العشاء قريب منه, فقرب العشاء مرة أخرى نحونا, فعدت وقربت العشاء نحوه, فشعر في ذلك, فأصبح يتابع الأخبار على التلفاز, والأخوة يأكلون طبعا, فما رأيت منه إلا أنه يأكل ببطء شديد جدا دون شعور الأبناء, حتى قام الجميع فبقيت أنا وهو فقط, وهو على حاله يأكل ببطء, فقمت عن العشاء وذهبت ثم عدت فرأيته يأكل أسرع من قبل,  فهذا درس اخر عن الأب, ينتظر من جميع ابنائه ان يأكلو ويشبعوا, ثم يأكل ما تبقى منهم, فلا يهنأ بطعام إلا بعد إطعام أبنائه.

فهنا تكمن عظمة الأب الذي يعطي ولا يأخذ, يخفي حنانه أمام أبنائه بسبب رجولته التي يجب أن يكون جلدا أمام أبنائه, يعيش من أجل أبنائه ويموت تارك خلفه مستقبل لأبنائه, ألا يعقل بأن نشعر به نحن الأبناء, فالكل يحزن والكل يبكي ويكتئب ويتذلل إلا هو يكون صلبا متماسكا صبورا أمام كل العقبات والصعاب التي يواجها في الدنيا ,ولا نشعر به.
فهو الرجل الذي يعطي كالزاهد والكريم, الكل يلجأ إليه في المصائب, والأبناء وقت الفرح والسعادة لا يذكرون ابائهم, فقط يذكرونه عند الحاجة, ألا يوجد أكرم منه. عندما قام ببناء المنزل لتعيش فيه, ترى أنه يخرج صباحا ويعود مساء, نجلس نحن وننام بالمنزل أكثر منه, فبناه من أجلنا, وليس لأجله, فيسكن القبر ونحن ما زلنا نسكنه.

لك منا أيها الأب كل الوفاء والتقدير والاحترام والثناء والذل, فعلينا أن نقبل جبينك صباح مساء التي قبلتها السماء قبلنا, لا يمكن أن نشكرك قدر تعبك وسهرك وجهادك من أجلنا, حينها نتذكر قوله تعالى : " وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا " .
الدنيا مدرسة مليئة بالاختبارات نختبر فيها الامتحان قبل أن ندرس له فنتعلم الدرس بعد أن نختر, فهذه الدنيا أيها الآباء فعذرا إننا مقصرين في حقكم , والله ما كبرنا وتعلمنا إلا بفضلكم علينا , فسوف يأتي اليوم الذي نشعر فيه بكم , غدا سوف نصبح آباء ونعلم جهادكم وثنائكم علينا.
اللهم أرحمنا وأرحم والدينا كما ربيانا صغارا.
أخوكم خالد أحمد أبو دقة.

تعليقات الفيس
1 تعليقات بلوجر

1 comment :

  1. تسلم أخي خالد على هذا المقال الذي تأثرت به فعلا
    فعلا إنه الأب والقائد والمجاهد والمعلم الصلب والمكافح والحنون..
    برو أبائكم اليوم يبركم أبنائكم غدا.

    ReplyDelete

وما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد

كورس متقدم مايكروسوفت اوفيس

آخر المشاريع على GitHub

آخر الأعمال على بيهانس

FaceBook

من تغريداتي

من قناتي

صوت

الأكثر قراءة ومشاهدة