Monday, April 16, 2012

الفصائل الفلسطينية والمتاجرة مع الله !


الفصائل الفلسطينية قدمت للوطن الكثير, عندما كانت تجارتها مع الله, ولكن خسرت الأكثر عندما تاجر بعضها بالمفاوضات وبعضها مع الدول العربية والداعمة, ولا زال بعضها يتاجر مع الله..
بعد أن نشر مركز رام الله لدراسات حقوق الإنسان استطلاع للرأي حول رضى الشعب والجمهور الفلسطيني عن الفصائل الفلسطينية العاملة على الساحة, فلاحظنا من هذا الاستطلاع أن الشعب الفلسطيني غير راضي عن الفصائل الفلسطينية بشكل عام, ومن هنا تبين سبب حقيقة عدم الرضى ! لماذا قل ؟ حتى وأصبح معدوم عند الضعف من الشعب الفلسطيني, فكان الجواب عندما فقد الشعب الفلسطيني مصداقية التنظيمات في المصالحة وانهاء الانقسام الفلسطيني وأيضا عندما وجدنا في هذا الاستطلاع زيادة في شعبية حركة الجهاد الإسلامي لتمسكه بخيار المقاومة وعدم دخول قفص الانتخابات الفلسطينية ورفضه دخول سلة المفاوضات, ليبقى البحث عن السبب الرئيسي في عدم الرضى عن باقي التنظيمات الفلسطينية هو عندما تركو المتاجرة مع الله.. نعم تركو المتاجرة مع الله !

في هذه التدوينة أتكلم ليس من باب التجريح لأحد أو حتى الدعم, لأننا نحن آخر من يتكلم عن الفصائل الفلسطينية المقاومة الشريفة، لكن هذا ما وصل إليه الشعب الفلسطيني في الشارع وفي الاستطلاع الأخير.. رغم أنني مؤيد لوجود الفصائل الفلسطينية على الساحة ولكن  أدعم وجدوها إذا كان هذا الوجود من أجل الإسلام والمقاومة وفلسطين, لا أن يدعم الحزبية والمطامع الدنيوية.
على مدى الصراع الفلسطيني الصهيوني الغربي لعلنا قرأنا وسمعنا وشاهدنا بل وذقنا هذا الصراع بكافة أشكاله منذ تأسيس ونشأة المقاومة الفلسطينية وبعد ضياع فلسطين بعد حرب 1948, ليكون الشاهد الوحيد على هذه الهزيمة تخاذل الجيوش وعدم تمسكهم بالمقاتلة من أجل الله والدفاع عن مقدساته وإنما سلوك الطريق المسيسة والتآمر على فلسطين وشعبها, فالتاريخ شاهد لا ينسى..

فمنذ نشأة المقاومة الفلسطينية بقواها السياسية والإسلامية بدأ صراع جديد مع الاحتلال الصهيوني عنوانه "المقاومة والبيعة" حتى تحرير كامل فلسطين, ومنها ثلاث تنظيمات أساسية والأكثر تفاعلا مع القضية الفلسطينية بل والأكثر مصلحة للشعب الفلسطيني, حركة التحرير الوطني الفلسطيني_ فتح, كانت احدى التنظيمات التي بدأت عملها الجهادي رغم تمسكها بمبادئ الإسلام في بداية النشأة وكانت تجارتها مع الله كون أغلب المنتمين لها من جماعات اسلامية في البداية, وكانت شعبيتها كبيرة جدا.. لكنها للأسف تركت هذه المبادئ شيئا فشيئا وابتعدت عن العقائدية الدينية ومنذ بداية السلطة الفلسطينية علقت أيضا الكفاح المسلح والعمل الجهادي وتقديم تنازلات وحوارات مع الاحتلال, أدى ذلك إلى ولادة تنظيمات جديدة معارضة تكافح الاحتلال الصهيوني, ولكنها سرعان ما عادت بعض خلاياها "كتائب شهداء الأقصى" للعمل الفدائي في الانتفاضة الفلسطينية الثانية مما زاد من شعبيتها مرة أخرى.. ولكن مع استمرار اعتقال المجاهدين في الضفة واستمرار الانقسام الفلسطيني والمفاوضات مع الاحتلال واصبحت بعيدة عن المتاجرة مع الله, قلت نسبة الرضى من الجمهور العام عنها رغم أنه قل بنسبة بسيطة..

حركة الجهاد الاسلامي التنظيم الوليد من أجل العمل العسكري بعد أن علقت حركة فتح الكفاح المسلح في فترة من الفترات والبحث عن المفاوضات والسلام مع الكيان الصهيوني, وكان واجب في هذه الفترة الاستمرار في مقاتلة الاحتلال ولابد من وجود يحمي المقاومة الفلسطينية, وكانت حركة الجهاد الاسلامي أعلنت عن وجودها وانطلاق عملها في فلسطين بعد تنفيذ عمليات فدائية ضد الجيش الصهيوني في قطاع غزة وبدء متاجرتها مع الله حيث أزعج هذا التنظيم الجيش الصهيوني والسلطة الفلسطينية لمناداته للجهاد في سبيل الله ولرفض المفاوضات ورفضه ترك العمل المسلح على أرض فلسطين بتأييد من بعض المفكرين الفلسطينيين والكتاب والمحللين والشعب الفلسطيني, حيث أن حركة الجهاد الاسلامي من التنظيمات المتمسكة بالمقاومة وبالمتاجرة مع الله ورفضها دخول فخ الانتخابات والسلطة لذلك زادت شعبيته مؤخرا في الاستطلاع الاخير.. ولكن تبقى متاجرته ناقصة حسب رأي الشعب الفلسطيني المعارض للتنظيمات الفلسطينية.

حركة المقاومة الاسلامية- حماس الجناح العسكري للإخوان المسلمين في فلسطين, والتي أيضا بدأت متاجرتها مع الله والدعوة لجهاد الاحتلال ونشر التثقيف الديني بين الشباب المسلم في فلسطين, والتي أيضا تأثرت بوجود عمل اسلامي جهادي مسلح في فلسطين كحركة الجهاد الاسلامي وبدأ عملها العسكري ضد الاحتلال بتنفيذ العمليات الفدائية ورفضها المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية التي تجريها السلطة الفلسطينية ورفضها القاطع الانتخابات الفلسطينية والدخول فيها, وكان تأثيرها على الشارع الفلسطيني حتى والدولي أكبر من حركة الجهاد الاسلامي لضعف الجهاد الاسلامي إعلاميا, وشعبية حماس في ازدياد متواصل.. مع ذلك دخلت حماس فخ الانتخابات الفلسطينية التي كانت ترفضها وحازت بتأييد من الشعب الفلسطيني لدخلوها ودعمها ونجحت في تحقيق الفوز العظيم في المقاعد, لم يعجب هذا الفوز السلطة الفلسطينية وحركة فتح, حتى جُرت حماس وانصارها إلى فخ جديد من الاقتتال الداخلي بينها وبين أجهزة السلطة وحركة فتح والذي كان آثاره عدم رضى الشعب عن التنظيمين والذي دفع ثمن هذا الاقتتال هو الشعب الفلسطيني الذي لا زال يعاني منه حتى الآن.. وتوصل هذا الاقتتال لسيطرة حماس على قطاع غزة..
عندها بدأت فلسطين مرحلة جديدة فقد فيها الحركتين فتح وحماس المتاجرة مع الله وإنما المتاجرة لأجل السيطرة والبقاء, وتحولت حركة المقاومة الإسلامية حماس في نظر الشعب الفلسطيني من حركة حماس إلى حكومة حماس بقيادة إسماعيل هنية رئيس الوزراء الفلسطيني المقال.. وبقيت الضفة بقيادة الرئيس الفلسطيني محمود عباس.. ليحقق الطرفين أمنية الإحتلال الصهيوني في تقسيم وانقسام فلسطين بشعبه إلى سجنين..

قل العمل العسكري المشترك وساد الانقسام أوساط الشارع الفلسطيني وتحاول فتح وحماس نشر الاستقرار وبدء البحث عن متاجرة أخرى سواء مع مجلس الامن لمحاولة الاعتراف بدولة فلسطين, أو كما تسعى حكومة غزة مع الدول العربية المساعدة لتنهي أزمة غزة بدون مواجهة مع الاحتلال.. والشاهد الذي رأيناه مؤخرا من الهجوم الاخير على غزة من التزام حماس بعدم المواجهة والبحث عن الاستقرار وفقدان العمل الجهادي المشترك, وبقى المتاجرون مع الله من باقي التنظيمات هم فقط اللذين دافعو وخاضو المعركة الأخيرة, وأيضا الأسرى في سجون الاحتلال يخوضون لوحدهم معركة سقوط الاعتقال الاداري والكرامة, ليبقى هناك أناس ما زالت تجارتهم مع الله مستمرين رافضين فخ السلطة والإنتخابات والاحتلال والدول العربية..

تجربة حماس في قطاع غزة لم تُحقق رغبات الشعب الفلسطيني في التغيير والإصلاح, وتجربة فتح لا زالت مفوضه لقبول دولة فلسطين مقسمة ويحقق الطرفين رغبات الاحتلال بهذا الانقسام.
ولم يتحقق مطلب وطموح الشعب الفلسطيني من الانتخابات ومن وجود السطلة في قبضة الاحتلال بالضفة, وأصبحت المصالحة الفلسطينية بين الطرفين أمر مستحيل ليزيد هذا الانقسام الفلسطيني مأساة الشعب, فحينها أيقن هذا الشعب أن المفاوضات لن تعيد الوطن ولا حتى قطر والدول العربية تخرجنا من الأزمة, بل الجهاد والمقاومة هو الذي يستعيد الوطن والحقوق بالمتاجرة مع الله.. ولن تتحقق المتاجرة الحقيقية مع الله إلا بتوحيد كافة جهود الفصائل الفلسطينية والعودة إلى خندق الدفاع والمقاومة وعودة التنظيمات إلى مبادئها الجهادية حتى يبارك الله في جهادنا وفي تجارتنا.

التنظيمات الفلسطينة لا زالت تخدم الشعب الفلسطيني وتحاول أن تستعيد عملها الجهادي والسياسي والاجتماعي, فلا يمكن أن ننسى تضحيات التنظيمات سواء فتح أو حماس أو الجهاد والتي أحرقت العدو ومزقتهم وأذلة كيانهم الهش, لذلك وجود التنظيمات حالة لابد منها من أجل السباق في المتاجرة مع الله ومن أجل تحرير فلسطين.. فكل التنظيمات رغم اختلافها تتفق على هدف واحد تحرير كامل فلسطين واستعادة كرامة الشعب الفلسطيني.

تقبلوا قسوة كلامي/ خالد أحمد أبو دقة


تعليقات الفيس
5 تعليقات بلوجر

5 comments :

  1. كلامك صحيح 100%
    فكل من كانوا يسمون سابقا بالتنظيمات اصبحوا حاليا لا يستحقون سوى لقب "شركات" لآن تجارتهم لم تكن كسابق عهدها
    تحولت مسار تجارتها من المسار الصحيح الى المسار الخاطئ الذي لا خروج منه !!!
    هذا حالهم للأسف !

    EsLaM

    ReplyDelete
  2. This comment has been removed by a blog administrator.

    ReplyDelete
    Replies
    1. كل التنظيمات تدافع عن القضية لا زال في حماس وفتح خير للعودة للمتاجرة مع الله.. نتمنى ذلك

      Delete
  3. أنا شايفة انو كل التنظيمات صارت تهتم بالمناصب والكراسي والمال ولم يعد يهمها الشعب الفلسطيني
    الا فئة قليلة قد آمنت بالله وندرت روحها في سبيل الله فتحية لكل المجاهدين الذين لم تفتنهم الحياة بحلوها وعيشها الرغيد فهم ارادوا الجنة وهل يوجد أجمل منها

    ReplyDelete
    Replies
    1. طهر البندقية وصدق المجاهدين هو الذي يجعلنا نؤمن بالقضية، والقادة في الفصائل وتغيير محاورهم لا يمنع المجاهدين من أداء فريضة الجهاد

      Delete

وما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد

كورس متقدم مايكروسوفت اوفيس

آخر المشاريع على GitHub

آخر الأعمال على بيهانس

FaceBook

من تغريداتي

من قناتي

صوت

الأكثر قراءة ومشاهدة