Sunday, August 19, 2012

رمضان رحلة روحانية

رمضان رحلة روحانية
بقلم خالد أحمد أبو دقة
كل عام وأنتم إلى الله أقرب بمناسبة عيد الفطر السعيد، رمضان الرحلة الروحانية،
نعم انها رحلة مليئة بالروحانيات التي تعيد نشاط  القلب والعقل وجميع حواس الإنسان إلى حقيقتها، فكلما سمعت تبدأ كل حاسة في جسمك بحركة عجيبة ومذهلة، وكلما قرأت كذلك وأيضا عندما تشاهد، فبداية الرحلة كانت من صلاة التراويح التي بدأنا فيها الشهر الفضيل وبداية شعور دواخلنا بالراحة التي يحتاجها كل مسلم، عندها بدأت رحلة من أجمل وأعظم رحلة يقضيها المسلم من كل عام، لم أشاهد وأبكي وأستشعر طبيعة وحقيقة الوجود الإنساني على هذه الأرض إلا في هذا الشهر المبارك، فصلاة التراويح تريح القلب لا تريح المعدة، تريح العقل لا تريح الرأس، الصوم فيه تأديب للنفس وعلاج للقلوب صوم عن كل ما حرم الله من سمع ونظر وحس وتفكر ومن ثم الصوم عن الطعام.
هل هلال رمضان وبدأ الصيام، لتبدأ الرحلة متعتها وبداية المسابقة الرمضانية التي يشتد فيها المتنافسون للحصول على ]الرحمة، المغفرة، العتق من النار[.

أولمبياد رمضان
أولمبياد رمضان 2012، كل مسلم في هذا الشهر يريد أن يحصل على الميدالية الذهبية، فالتنافس عليها صعب ويحتاج منا الكثير الكثير من الجهد(العبادة)، فقبل الحصول على الميدالية الذهبية هناك ثلاث سباقات إن فزت بها تحصل عليها
الرحمة، في رحلة رمضان كان من أرحم الأيام على عباد الرحمن منذ الأول من رمضان حتى العاشر منه، قليل من يشعر في هذه الرحمة وطبيعة الرحمة التي ينزلها الله علينا في هذه الأيام، فمن رحمة حرارة الجو رحمنا والجميع شعر في هذه اللحظة منذ بداية الشهر الفضيل، لكن بكل تأكيد الأجر يتضاعف مع الحرارة وحتمية الفوز في المسابقة الأولى ستكون أقوى، وأيضا من الشيطان رحمنا، حيث صفد وقيد من اطلاق شراره علينا، وبداية صلة الرحم وزيارة الأقارب التي تقربنا بشدة من مفهوم الرحمة والعطف والمحبة في الأيام الأولى من الشهر.. ما أجمل رحلة زيارة الأقارب 
والأرحام.

المغفرة، من منا لا يحتاج للفوز بهذه الجائزة، فمن كتبت له المغفرة كتب له الخير كله، فلن ندخل الجنة بسبب الذنوب التي لم تغفر لنا، أنظر إلى هذا الحديث عن أبي هريرة  رضي الله عنه عن النبي   قال :(من صام رمضان إيمانا و احتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه...)، بشرى ما أروعها وما أعظمها بأن تغفر الذنوب التي تمنعنا من دخول الجنة بالتذلل إلى الله وطلب المغفرة والتوبة منه.. فهذه الرحلة 
هي أهم رحلة تمتعنا بها ونحصل على الجائزة الثانية.

العتق من النيران، هنا يمكنك الوقوف والتفكر والتخيل والتدبر بحقيقة العتق من النيران، فإن كل ليلة من ليالي رمضان الثلاثين هناك عتقاء من النار، ليس فقط في العشر الأواخر من رمضان، ومن حديث أبو هريرة السابق "...ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة"، لكن في الأواخر من رمضان يعتق الله من النار بعدد ما عتق خلال الشهر كله.. فهنا يشتد السباق وكل مسلم شد مأزره، فمنهم من اعتكف وقام الليالي ومنهم من قام الليل حتى الفجر ومنهم من اكتفى بصلاة قيام صلاة التراويح، وكل بأجره.
"والله لن يسبقني أحد في رمضان" قالها كثير من الشباب المسلم، فمنهم ختم ما ختم من القرآن الكريم وقام الليالي الثلاثين ودعا وسبح لربه، 30 يوم من العمل والعبادة، والكثير من الشباب يتنافسون والكل يحاول أن يفوز أسأل الله أن يتقبل منكم ومنا صالح الأعمال وأفضل الطاعات، هذا هو التنافس الحقيقي بين الشباب المسلم.. إنها أولمبياد قوية جدا لكنها رحلة روحانية إيمانية تتجلى فيها عظمة الوقوف بين يدي الله تعالى، دائما الابتسامة ترافقنا والقلوب تجتمع على الحق وتطير الروح فرحا وبشرى بأننا نعبد الواحد الأحد الذي سيعتق رقابنا من النار.

الحصول على الميدالية الذهبية
قال تتعالى (ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون) البقرة 185.
الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد
نردد هذه التكبيرات بعد رؤية هلال شهر شوال، وبعدها كل مسلم وكل معتكف يستعد ويتجهز  ليوم توزيع الجوائز والتي منها هذه الميدالية وهو يوم (العيد) يوم الجائزة الكبرى، والذي ستوزع فيه الجوائز التي تحمل الرحمة و المغفرة والعتق من النار، فمن حصل عليها جميعا فاز بالميدالية الذهبية.. أسأل الله أن نكون من الذين حصلوا عليها..

علمني رمضان
علمني رمضان أنني عبد لله خلقت من أجل الله وحياتي كلها لله.
علمني رمضان أن الصبر لا حدود لله ومن الممكن أن لا يكون فرج بعده في الدنيا.
علمني رمضان أن أرق أكثر مما أنا رقيق مع الخلق، وأن أشد أكثر مما أنا شديد على نفسي لتأديبها.
علمني رمضان أن لليوم ثلاث أوقات هي حق لله تعالى قبل أن تكون لنا (الثلث الأخير من الليل، الفجر، والغروب).
علمني رمضان الايثار.
علمني رمضان أن الدموع ثمنها غالي وصعب الحصول عليها، وأن الجباه هي أغلى وأعز ما على الانسان.
علمني رمضان أن أكون اجتماعيا.
علمني رمضان أن أقبل بما قسم الله لي.
علمني رمضان أن أمسك بحسنة واحدة في رمضان، أفضل من أن انتظر عشرة بعد رمضان.
علمني رمضان أن القوة الإيمانية والروحانية لا تقف في وجهها أي قوة.
علمني رمضان أن أصوم وأفطر على ذكر الله.
علمني رمضان أنني مقصر في حق الله الكثير الكثر.
علمني رمضان أن إفطار الصائم لا يحتاج إلى تخطيط وتفكير.
علمني رمضان أن الجنة لا تحتاج لبعض الجهد، لكنها تحتاج لقوة إيمانية لا تستنفذ، نستمدها بالعبادة الخالصة لله.
علمني رمضان أن السهر في الليل له عنوان (تفكر- تدبر- عبادة).
علمني رمضان أن قراءة القرءان الكريم يحسن القدرات الذهنية لنا.
علمني رمضان أن قراءة القرءان مع كتاب ديني آخر يزيد من قوة العقل وذكاءه.
علمني رمضان كيف أدير وقتي بكل قوة.
علمني رمضان أن أزمة المسلمين هي أزمة أخلاق، وليس أزمات سياسية.
علمني رمضان كيف أصبح إنسان حقيقي.
علمني رمضان وأدبني

أيام أعجبتني
في أحد الأيام شريت دجاجة للمنزل لكي نفطر بها، فأنا لم آكل منها من أجل والدي الكريمين، ووالدي لم يأكلوا منها من أجل اخواني، وأخواني لم يأكلوا منها لأجلنا.. وبقيت كما هي J.
وفي أيام رمضان كان هناك حبة مناجا، لم يأخذها أحد والكل منا يقول لعل أحد من العائلة يحتاجها وبقيت حتى أتى علينا أحد الأقارب وعصرت له كأس عصير.. 
وفي يوم من أيام الشهر المبارك لم أجد ما آكله سوى العيش والملح مع كاس شاي فقط.
هذا نوع من أنواع الإيثار :)

ونحن ذاهبون إلى المسجد لكي نصلي ونعبد الله الكل من حولي مبتسم مرتاح رغم عناء الصوم والوقوف أمام الله طوال الليل، إلا أننا نستشعر فيه حلاوة رمضان ونستلذ في عبادته.. فهذه والله رحلة وليس مشقة وتعب على المسلم، يريد الله أن يطهر قلوبنا وأنفسنا وأن يريح دواخلنا فأنعم علينا هذا الشهر المبارك.. لذلك سميت المقال بهذا الاسم.

شهر رمضان يعيد بوصلة المسلم إلى صوابتها التي فقدت مجالها المغناطيسي طوال العام، فلم نجد في هذه الرحلة سوى شعور غريب يستشعر به قليل من العباد "أننا في رحلة شبيهة برحلة الإسراء والمعراج".

تقبلوا كلماتي/ خالد أحمد أبو دقة

وكل عام وأنتم إلى الله أقرب


تعليقات الفيس
0 تعليقات الموقع

0 التعليقات :

Post a Comment

وما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد

كورس متقدم مايكروسوفت اوفيس

آخر المشاريع على GitHub

آخر الأعمال على بيهانس

FaceBook

من تغريداتي

من قناتي

صوت

الأكثر قراءة ومشاهدة