Wednesday, August 27, 2014

نحن نتألم لكن انتصرنا! الحرب على غزة


بقلم/ خالد أحمد أبو دقة
بكل اختصار فلسطين منتصرة عسكريا وسياسيا واعلاميا وحتى نفسيا وعلى كل المستويات، منذ عام 1919 أو بالأجدر منذ عام 1886 وما تبعها من ثورات: (ثورة النبي صالح، ويافا، والبراق، والكف الأخضر، واكتوبر، وعز الدين القسام، والثورة الكبرى ووو....)، مرورا بعام 1987 وانتفاضة الحجارة، وعام 2000 انتفاضة الأقصى وما تبعها من معارك: ( معركة جنين، ومعارك قطاع غزة من عام 2008-2009 وايضا 2012 بالإضافة إلى المعركة الأخيرة 2014) وستبقى فلسطين منتصرة حتى نهاية العالم بإذن الله، لأن الانتصار ليس بما حصل لنا؛ ولكن بما حقق العدو من أهدافه، وستبقى فلسطين أرض الملاحم والبطولة.. رغم أنف الجميع، صحيح هذه المعركة كانت الأقوى والأشرس والأكثر مقاومة والأكبر ألماً لكن بكل فخر انتصرنا ومن حقنا أن نفتخر. "وما النصر إلا من عند الله".

لقد جاء أعداء الأمة إلينا بأرجلهم لكي يموتوا على أيدينا، ويقتلوا بالحجارة والسكاكين والبنادق والالغام والعبوات وصواريخ الرعب قصيرة ومتوسطة وبعيدة المدى محلية ودولية الصنع، هنا فلسطين تنتصر وهنا غزة تكمل النصر، تكمله نيابة عن الأمة المسطولة والمخمورة بأوهام الخرافات المزعبلة عن الجيش الذي لايقهر وصنفوه برابع أقوى جيش في العالم، والذي أصبح مسخرة لكل طفل في فلسطين، قبل أن يقهره أبطال المقاومة في جيش الدفاع الفلسطيني، بل جيش الدفاع العربي والإسلامي: من )مقاتلين وأشباح ومغاوير وكوماندوز ونخبة واعلاميين وكتاب ومصورين ورسامين وفنانين ومتحدثين ومتضامين ومفاوضين  وحتى طيارين وقباطنة أو ربابين قريبا(، هنا يصنع النصر بالتأكيد، فالطفل الذي ولد في الحرب الأولى عام 2008 يبلغ عمره 6 سنوات فإنه عاش ثلاث انتصارات.. هذا هو جيل التحرير.
من كـان يخضب خــده بدموعـه           فنحـورنــا بـدمـائنــا تتخضــب

إذن أقولها بكل إختصار إن الحياة وقفة عز فقط !! قطاع غزة المحاصر منذ أكثر من ثمانية سنوات والذي مساحته 150 ميل مربع وعدد سكانه المليونين وهو الأكثر سكانا، يتكون من 18 فصيل مقاوم والذين خاضوا فيه ثلاثة حروب في ستة سنوات، ويخوض حربه الثالثة وهي الأطول مدة والأكثر شراسة ومقاومة والتي تلقى فيها 20 ألف طن من المتفجرات وفي النهاية ينتصر فيها.
من كـان يتعـب خيله في باطـل          فخيولنـا يـوم الصبيحـة تتعــب

إنها وقفة العز... عندما شاهدنا عمليات الصعود من خلف خطوط العدو، ورأينا وحدات الكوماندوز متسللة على شواطئ فلسطين المحتلة، ونظرنا إلى وحدات النخبة تحت الأرض وفي الأنفاق، وعاينّا وحدات المغاوير من فوق الأرض دون خوف من الطائرات وبكل استبسال يقاتلون، وأبصرنا إلى وحدات الصواريخ والمدفعية من فوق وتحت الأرض والتي أطلقت أكثر من 7 آلاف صاروخ على المدن والبلدات المحتلة... وما خفي أعظم، فهذا هو النصر باختصار.

وقفة عز... في الرد المشترك بين فصائل العمل المقاوم في جيش الدفاع الفلسطيني وخصوصا سرايا القدس وكتائب القسام، وبفعل صواريخ المقاومة كان إخلاء وهروب المستوطنين من البيوت والمنازل ولم يعودوا حتى بعد إعلان وقف إطلاق النار، فهنا المعادلة الجدية باختصار "لن يغلب قصفٌ ردَيْن" فلن يغلب قصف الاحتلال أمام أكثر من رد للمقاومة وأكثر من فصيل، فلم تسمح الفصائل بأن يستفرد العدو في أي فصيل من فصائل المقاومة.
سقيناهمو كأساً سقَوْنا بمثلهَا           ولكننا كنّا على الموتِ أصبــرَا

وقفة عز... الصامدين الصابرين من الأهالي والمشردين والثكالى والمصابين الذين هتفوا ونادوا من تحت الحصار والركام، هذه هي بيوتنا "فدا المقاومة"، هذا هو مصابنا فدا المقاومة، هذا هو مالنا فدا المقاومة، هؤلاء أبنائنا فدا المقاومة، زوجاتنا وأهلينا فدا المقاومة، كل ذلك لا يهم طالما "المقاومة بخير"، لا قلق ما دام المقاومة بخير، لا ندم طالما المقاومة بخير، لا خوف ولا هم طالما المقاومة بخير، هدمت المنازل وابيدت العائلات واريقت الدماء وتطايرت الرؤوس وتقطعت الأطراف وتدمرت المصانع وانهارت الابراج وقتل الولد وضاع المال وشردت النساء... ومع ذلك يقف على ركام بيته ويقول لا يهم ما دامت "المقاومة بخير".. نعم المقاومة بخير، وعندما نادت بنت الشهيد أمام كل شاشات الاعلام وقالت رسالتها للمقاومة "يا مقاومة اشتدي...اشتدي...اشتدي"، وعندما يصبح الأبناء آباء فاعلم أنك في غزة، أي عز نفتخر به أمام هذا الشعب، نحن نتألم لكن انتصرنا.
لـــولا كثـرةُ البــاكيــنَ حــولــي           على إخوانِهمْ لَقَتَلْتُ نفسي

وقفة عز... عندما أدركنا أنه لا يوجد حرب بدون سياسة، ولا يوجد نصر بدون القيادة السياسية التي تمتلك كل هذه الحكمة والصبر في إثبات هذا النصر، المعركة السياسية التي بذلت جهدا عميقا لا يقل جهدا عن المعركة العسكرية وكانت كلها شجاعة ورجولة خصوصا بعد المماطلة من العدو واللعب في الألفاظ والبنود وتغيير المصطلحات وقلب المعاني وعكس الجمل واهمال المنطق، ومع ذلك لم ينخدع الوفد أبدا وتمسك بالحقوق والثوابت التي جزء كبير منها إنسانيا، صحيح أخذت وقت طويل لكنها لم تنتهي بعد، ورأينا كيف تراجعت نسبة التأييد لنتنياهو وحكومته من 81% إلى 21%، وعم السخت والتظاهر أمام بيته واختلف المجلس الوزاري، فنتائج المعركة متغيرة فهناك تفاضل في الأوراق ولكن هناك تكامل في الموقف الفلسطيني، لكن المعركة لم تنتهي وسننتصر بإذن الله.

غزة انتصرت ونتنياهو سقط وحكومته انهارت ومجلسه الوزاري المصغر تشتت، والرأي العالمي قد خسره، شعبه وجمهوره أصبح وجهه أسود أمامهم لبقائهم 51 يوم في الملاجئ مرعوبين من صواريخ المقاومة.. نعم فلسطين انتصرت والمشروع الصهيوني سقط، ونيتنياهو كذاب.. نعم كذاب لأنه لم يحقق أي نصر أو أي انجاز ينجيه من سوءته، لم يقضي على سلاح المقاومة ولم يوقف الصواريخ ولم يدمر كل الانفاق، بل دمر الابراج وقتل الاطفال والنساء وهرب.. نعم انه يكذب على نفسه.
فالجيش الصهيوني مهزوم لأنه لم يكسب الحرب، والمقاومة بكل تأكيد منتصرة لأنها لم تخسر الحرب.

في النهاية صحيح نحن نتألم لكننا نعتز ونفتخر دائما بأننا مسلمين لكننا نعتز ونفتخر أيضا بأننا فلسطينية وغزاوية.. نعم غزاوية، نعتز بمقاومتنا وشعبنا، نعتز بهذا الطفل الذي أصبح أب لأخيه الأصغر بعد استشهاد الأب والأم، نقبل جباهكم التي قبلتها السماء... سوف نعيد اعمار قطاع غزة ونبني الميناء والمطار قريبا بإذن الله.. فبناء الوطن أصعب بكثير من الدفاع عنه.. شكرا غزة: فـ (سلمٌ عليكم بما صبرتهم).

تقبلوا كلماتي/ خالد أحمد أبو دقة



تعليقات الفيس
2 تعليقات بلوجر

2 comments :

وما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد

كورس متقدم مايكروسوفت اوفيس

آخر المشاريع على GitHub

آخر الأعمال على بيهانس

FaceBook

من تغريداتي

من قناتي

صوت

الأكثر قراءة ومشاهدة