بقلم/ خالد أحمد أبو دقة
الشهداء عندما باعوا أنفسهم وأموالهم بماذا اشتراها الله، وما الذي يجعل نوايانا خالصة لله عز وجل والجهاد في سبيله ابتغاء وجهه الكريم، ونقاتل ونقتل من أجل الله، ولماذا نفرح بالشهادة ونعتبرها عرس لهؤلاء الأبطال ويزفوا إلى الحور العين ويقبل المهر، ولماذا أفضل الطاعات والعبادة تكون في الجهاد في سبيل الله؟...؟.
عندما اشترى الله من المؤمنين أنفسهم وأموالهم قالوا: يا ربنا ما الثمن في هذا البيع؟
فقال تعالى: "بأن لهم الجنة".
فقالوا: يا ربنا كيف نستلم هذه السلعة؟
فقال تعالى: "يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون".
وقالوا: يا ربنا فمن أشهدت في هذا البيع؟
وأين الوثيقة؟
فقال تعالى: "وعداً عليه حقاً في التوراة والإنجيل
والقرآن". فهذه ثلاث وثائق وليس واحدة، وقد أشهد على
الصفقة ثلاث أمم وليس شاهداً أو شاهدين وهم:
"اليهود، والنصارى، والمسلمون".
وقالوا: يا ربنا من يوفي العهد؟
فقال تعالى: "ومن أوفى بعهده من الله".
أي لا أحد أوفى بعهده مني.
وجعل الله السمسار عليها أشرف خلقه أجمعين: محمداً
صلى الله عليه وسلم.
لذلك الصفقة مع الله من أربح الصفقات، ومن الاستبشار والفرح
بهذه الصفقة قال تعالى: "فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به، وذلك هو الفوز العظيم".
وعندما مرَّ أعرابي على النبي صلى الله عليه وسلم وهو يتلوا
هذه الآية: "فاستبشروا ببيعكم..." قال الاعرابي: "هذا بيع مربح والله لا نقيلُ ولا
نستقيل".
وخرج إلى الجهاد، وقاتل وحتى استشهد.
لذلك نحن ننعى أنفسنا عندما نرى الشهداء يُقبل بيعهم ونحن
لا زلنا ننتظر، ولكن وعد الله حق: "... ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا".
صدق الله العظيم.