في فلسطين فقط من يتحدثون عن الساعة الحقيقة
والوقت الرسمي لها والدولة الوحيدة التي يوجد بها وقتان والفرق بينهما فقط ساعة وهما
الوقت الصيفي والوقت الشتوي, العائلات الفلسطينية
لديها طلبة مدارس وجامعات وعاملين وموظفين يجتمعون أغلبهم على مائدة واحدة وعلى أداء
الفرائض والصلوات في نفس اللحظة, ولكن يختلفون في عقرب الساعة لديهم فكل شخص لديه
ساعة مختلفة عن أخيه أو أبيه, بعض الجامعات في قطاع غزة تستخدم التوقيت الصيفي وبعضها
يستخدم التوقيت الشتوي أما في الضفة فجميعهم
يستخدمون التوقيت الصيفي من مؤسسات وجامعات ومواطنين,
فهنا تصبح الدولة الوحيدة التي لديها وقتان, وهذا يكون لأسباب زائفة وزائلة وخطيرة عانى
منها الشعب الفلسطيني ولا زال يعاني منها في كل شيء وهو "الانقسام الفلسطيني" بين تنظيمين نسو أن هناك شعب فلسطيني يريد أن يعيش في حالة من الوحدة والتآخي والترابط
والاستقرار فأصبح كل تنظيم يعمل على شاكلته
ليحقق كل واحد منهم أهدافه الحزبية التي لا يقبلها الشعب الفلسطيني, فأين الشعب الفلسطيني
أصبح لا يوجد شعب فلسطيني واحد بل ثلاثة شعوب, وهي الشعب المواطن "بين النارين" , وشعب فتح "الضفة" , وشعب حماس "غزة", صراحتاً شيء غريب جداً
أن يصبح حال الشعب الفلسطيني هكذا في ظل وجود احتلال يعتقل ويستهدف ويقتل وينتهك ويدمر
أرضنا وتاريخنا وتراثنا وشبابنا وأهلنا, القدس تهدم
وتنتهك ولا أحد يستنكر ويدين بل يستنكرون ويدينون عندما يقوم أحد الحزبين بالاعتداء
على الاخر, وتأتي الدول العربية لتصلح بينهما, ولكن القدس والانتهاكات لا تحتاج منا
أن تتجمع الدول العربية لوقف هذا العدوان ونستعيد مقدساتنا وحقنا المسلوب بدل التصالح
بين تنظيمين لم تصبح قضية فلسطين وشعبه من أولوياته بل قضية تنظيمه, أنا لا أعلم كيف سيكون الحال
الفلسطيني في السنين والايام القادمة, بسبب الوقت البرامج التلفزيونية التي نتابعها أصبحت تفوتنا
ولا نستطيع متابعتها بسبب التوقيت الذي يتغير وبسبب قطع الكهرباء لساعات طويلة, جهاز
الكمبيوتر الخاص بي يغير الساعة كما شاء بالتوقيتين, التواصل عبر المواقع والمنتديات
أصبح مختلف أيضا.. ما باقي علينا إلا وأن نحدد مواعيدنا بتوقيتين في حال سألك أحد الأشخاص عن وقت فراغك ليزورك أو تزوره.. أنا فاضي الساعة 12 بتوقيت السلطة والساعة 11 بتوقيت الحكومة..
فكل هذا يساعد الاحتلال في الانتهاك والاستيطان
بكل أريحية وطمأنينة آملين أن يبقى هذا الانقسام حتى يسعى في الأرض فسادا كما يشاء,
فيساهم الاحتلال في زيادة هذا الانقسام ويساعده الطرفين في ذلك ..
فأنا شاب فلسطيني لا أعرف أين حقي وأين
مصيري بسبب الحزن والأسى على ما يحدث في أرضنا وقدسنا وأهلنا في الضفة وغزة, الشعب
الفلسطيني يحترق يومياً من أجل حقه وفي النهاية
حقه يذهب إلى حماس وفتح ولا يأتي له, فأنا كشاب فلسطيني لا أريد أحد أن يعطيني حقي
ولكن اتركوني آخذه وآتي به.
أخوكم /خالد أحمد أبو دقة