Tuesday, May 8, 2012

فلتان قريب في العالم !

بقلم / خالد أحمد أبو دقة
كل الإشارات والأحداث تشير إلى وجود جدل كبير في كل منطقة على هذه الأرض وفضائها الواسع سواء كانت المنطقة عربية أو أوروبية وغربية, إسلامية أو غير إسلامية, داخلية أو خارجية, في الأرض أم في السماء, فكل شيء وأمر له علاقة في الإنسان يوجد فيه خلاف ومناكفات, بالإضافة إلى المناطق التي لا زال الصراع والاحتلال فيه متواصل والدفاع والقتال مستمر, نعم إن الأرض والسماء تتحرك نحو فلتان لم يسبق له مثيل وبدى قريب جدا..  فالحراك العربي الذي يشهده العالم جزء من هذه الحرب, التهديدات والمواقف الغربية ودول مجلس التعاون والأمن جزء من الفوضى السياسية, وأيضا الكثير من العصابات المنتشرة في الدول التي تعمل على نشر الفلتان والفتنة وخاصة عصابة الكيان الصهيوني الموجودة في فلسطين, والاتهامات والتهديدات الصهيوغربية للدول أيضا جزء من الفلتان الدموي, وفي الفضاء الذي بدأ يدخل صراع السيطرة والتسليح, وغيرها من الفوضى السياسية والحرب الكلامية.. وهذا الفلتان سيكون من كافة النواحي العملية والعلمية والاقتصادية والعسكرية و.... ؟! 
فلتان عربي 
فلتان نووي 
فلتان فضائي

الربيع العربي يعتبر أحد المسببات التي  بدأ منه الحديث عن جدل بل وحرب, فبدأت الحرب ضد نظام دكتاتوري من شعب مستضعف مشحون بطاقة عظيمة لنيل حريته وذلك بدفع ضريبة هذه الحرية من دمه,  وطالب بالديموقراطية والتعددية والمدنية والبعض طالب بالإسلامية, ونال ما ناله بكل ثقة ويحاول التقدم في نيل المزيد من الحريات, وسيبقى يطالب ويقدم المزيد من الدماء دون توقف كما نرى الآن في الدول التي ثارت, وفي كل منها فلتان أمني لا ننكر ذلك رغم نجاح بعض الثورات, والبعض وصفه بالربيع الكاذب لكثرة الخلافات على السلطة والاقتتال الدائم وسقوط المزيد من القتلى والكثير من التخريب للممتلكات العامة والخاصة, وبعض الجماعات تمتلك السلاح وتهدد الأمن العام للدولة, فيروس الأنظمة والاستعلاء لا زال موجود في كل نظام من بعد الثورة والشعب طاقته أصبحت كبيرة وقوية بعيدة الاستنزاف مستعد ان يحرق الأرض ويقلبها حتى لا ينذل وتعود حالته كما كانت, وأيضا الدول الغربية والأوروبية تريد أن تبقى الأنظمة تحت وطأتها في اتخاذ بعض القرارات التي يعتبرها الشعب سبب مأساتهم واندحارهم في هذا الوطن الذي كان مسلوب, الكيان الصهيوني أصبح يتخبط بين هذه الثورة وذلك لا يعرف هل هذا سحر يتجه نحوه لذلك يحاول نشر الفلتان في المناطق العربية المجاورة حتى تضعف الدولة والشعب اتجاه هذا الكيان وينشغل في أمنه وأمانه الداخلي,
ولكن أصبح الأمر أكثر خطورة في اليمن وبلاد الشام وذلك بوجود جماعات اسلامية متشددة ذاقت أضعاف الأضعاف من الذل والتشريد والمطاردة والاعتقال والنفي بالإضافة للقتل والإعدام .., فتعتبر هذا الوقت هو وقت استعادة حقوقهم وخلافتهم فلن يستسلموا من جديد ولن تكون مقابرهم الجبال والوديان والسجون.. بمساعدة ضعيفة من الشعوب ومن دول خارجية،  فلن ترضى أمريكا ولا من يقف بجانبها أن يكون لهذه الجماعات مكان في بعض البلدان ولكن تستخدم الجماعات للوصول للأهداف, في السودان المقسم الذي يصيح كبلد عربي اسلامي يقسم وتدخل غربي واضح واقتتال دائم غير منتهي, وفي فلسطين ومصر وليبيا وسورياوو،  إذن  كل دولة عربية بدون استثناء الآن بدأت تشحن نفسها (النظام و الشعب) تستعد لصدامات مع بعضها كما تستعد الدولة لحرب وإذا انفلت كل منهما سيحدث انفلات وهذا الانفلات أعتبره شعبي تحرري أو شعبي ممزوج بالفتنة..
ماذا بعد.. الثورات العربية لم تحقق بعض القضايا المهمة التي كان يتمناها العالم وهي قضية الأمة الإسلامية والعربية وأيضا قضية فلسطين المركزية, انحرفت الثورات عن مسارها بسبب التدخل الغربي وتوريط  الاسلاميين وراء الخلافات الحادة بين الحكومة والشعب لتتشبث بالسلطة لامتصاص اسلاميتهم الجهادية وتحكيم الشريعة الإسلامية, حتى فلسطين اليوم تخوض أكبر معركة لم نشهدها من قبل "معركة الكرامة للأسرى" بل ثورة بدون طعام ولا كنتاكي ولا حتى سلاح, أمعاء خاوية تقف أمام أكبر ظالم وأكبر دكتاتوري في المنطقة وأمعاء خاوية تستصرخ الأمة الاسلامية والعربية ومن ثوار العالم أن يتحركوا من أجلهم.. طبعا لا مجيب, لكن سيحدث فلتان داخل سجون الاحتلال وداخل إدارة السجون لتنتقل إلى ثورة حقيقة يقودها الأسرى بأمعائهم التي نسجو منها خيوط الأمل ليتسلقو فيها إلى أبواب الحرية,.. فأصبحت الحقيقة الُمرة التي تعاني منها الأمة العربية والاسلامية في أولها..


35 دولة نووية تمتلك النووي ومنها من يمتلك السلاح النووي, الكثير من الدول العظمى والتي تمتلك قوة اقتصادية ونووية عظيمة, بدأ فيها الحراك وتبادل الاتهامات والمواقف, فكل منها يحاول توجيه رسالة محملة بتهديد وموقف قوي يهز الدولة, ليس شرطا استخدام هذا السلاح فسبب قيام الحرب على العراق كان تهديد نووي, ماذا حصل للعراق أليس فلتان دائم ومستمر, وكذلك في مناطق وسط وجنوب آسيا, أيضا عصابة مثل الكيان الصهيوني يمتلك سلاح نووي فعال أي بإمكانها التطفل والعبث في حياة أي دولة بهذا السلاح وهو ممكن والدليل على ذلك استخدامها أسلحة وقنابل تحتوي بعض  المواد الخطيرة والمحرمة دوليا ضد الشعب الفلسطيني الأعزل, وأيضا الدعوات التي يطلقها المتدينين المتطرفين اليهود بأننا سنمتلك الأرض من خلال الهجوم النووي وسنحكم العالم وأننا شعب الله المختار حسب عقيدتهم الباطلة, إيران الآن تستعرض قوتها العسكرية والصناعية خصوصا في الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم  الأسرع والأفضل  والتي تساعد في صناعة السلاح النووي وتوليد الطاقة, وهذا يعتبر تحدي لجميع الدول النووية الكبرى, وأمريكيا واسرائيل تتهمها بامتلاك سلاح نووي يهدد العالم والهدف من هذا الاتهام هو ضرب ايران واحتلالها والسيطرة على المنطقة ونشر الفلتان فيها, والدولتين تمتلكا النووي, ومن الممكن استخدامه في أي حرب قادمة لشدة التوتر بين ايران والدول المعادية لها, خصوصا لتواصل العقوبات الاقتصادية ضد إيران, واستمرار تهديدات حكومة الكيان الصهيوني بضرب المنشئات النووية الايرانية, روسيا مازالت تنظر إلى الولايات المتحدة نظرة عدائية مع مخالفة مجلس الأمن في قراراتها, وهناك عداء شديد بين الدولتين من عقود, وهي ايضا تمتلك سلاح نووي وتدافع عن مواقفها وتحاول أن تستعيد مكانتها في العالم بعد انحلال الاتحاد السوفيتي وانهزامها, بالإضافة للاغتيالات المتواصلة بحق الخبراء والسياسيين والنوويين, معظم الدول التي تمتلك النووي وليس السلاح النووي والذي عددها 35 دولة نووية معرضة لأي هجوم أو اتهام وفي المقابل أن يكون هناك تحالف ضد دول أخرى تمتلك السلاح النووي كالولايات المتحدة والصين وبريطانيا وفرنسا وكوريا و...(الأعضاء الدائمون في مجلس الأمن),
أيضا هناك بعض الجهات والمنظمات الغير دولية والمدعومة دوليا تمتلك صواريخ وقنابل نووية صغيرة توظفها للضغط على دول أخرى كما في جنوب أفريقيا وباكستان وغيرها, وهذا يدل على أنه هناك انتشار نووي في كل منطقة يمكن الخروج عن السيطرة في أي وقت وتحدث كارثة جزئية, ولا ننسى أن عمليات الاغتيال الشخصية للعلماء النوويين مستمرة وباتت لا تتاق لبعض الدول النووية.. الكل يبحث جاهدا لقوته النووية وسلاحه الفتاك والمدمر للسيطرة وظهور قوته.. إذن الأمر بدى وكأنه قريب جدا.. واذا حصل هذا الانفلات يعتبر انفلات احتلالي فوضوي.


هذا في الأرض ماذا عن السماء(الفضاء) هل هناك فلتان ؟

الكل يعمل على تسليح الفضاء والسيطرة عليه أو بمعنى آخر (عسكرة الفضاء) كما هناك تسليح وسيطرة على الأرض من نفط واقتصاد وغيرها, في الفضاء توترات بين دول عظمى حتى وتهديدات, ومثل ذلك يؤصل فكرة التسليح الفضائي عند بعض الدول العظمى مثل أمريكا والصين وروسيا وكوريا حتى ايران وغيرها, أمريكا تعتبر نفسها هي الأقوى والأفضل في الفضاء منذ عقود من الزمن وتقود كل حروبها من خلال الأقمار الصناعية التابعة لها في الفضاء, الصين قبل أعوام بدأت بتسليح أقمارها الصناعية تجنبا للهجوم وهذا اثار قلق كبير لدى الدول الفضائية, كل دولة لها أقمارها الصناعية بدأت بتسليحها الآن مع وجود توترات كبيرة جدا عن تدمير واتلاف بعض الاقمار دون استخدام الصواريخ.. الرئيس الأمريكي باراك أوباما خصص مليارات الدولارات لسيطرة الفضاء وكان آخرها برنامج (هجوم الفضاء المضاد) أي تدمير ومنع أي هجوم معادي من الفضاء, وأيضا الأكاديمية العسكرية الأمريكية الجوية تدرس الآن نظرية السيطرة على الفضاء وفي هذه الدراسة يقولون أنه لا يمكن النجاح فيها إلا من خلال الهجوم وسنطر إلى مهاجمة الأقمار والمحطات الأخرى في الفضاء, وهناك أيضا تحطم وتدمير للكثير من المدارات ,فالصواريخ البالستية التي تطلق في الفضاء تعمل على تعطل الاقمار الصناعية في المدار المنخفض حول الارض من خلال تفجير أية قنبلة نووية, فينجم عن هذا التدمير حطام كبير, يؤثر على الطبيعة فهناك أكثر من 600 ألف قطعة حطام تطير في الفضاء ويقدر حجمها عشرة أضعاف حجم رصاصة البندقية, كل هذه القطع تطير بسرعة  14 ألف ميل في الساعة أي أن قوة قطعة بحجم الأصبع الواحد تزيد عن قوة إطلاق مدفع, وهنا نستطيع أن نسمي ذلك "بألغام الفضاء"..
في حال خوض حرب في الفضاء أو انطلاقا من الفضاء ماذا يحدث؟ كيف سيتغير العالم وستصبح الأرض, هذا ما سيحدث "في اليوم الأول: توقف أقمار الاتصالات الصناعية, انهيار نظام GPS الذي يغطي مساحة واسعة من العالم, فوضى في شوارع المدن التي تعتمد على نظام GPS لتنظيم المرور, تعطل الأجهزة الإلكترونية, تعطل تزامن البنية التحتية, تعطل 350 مليون هاتف خلوي عن الخدمة, اختفاء مئات الملايين من روابط الإنترنت, تجمد بطاقات السحب الآلي والحسابات المصرفية حول العالم, سحب مليارات الدولارات من الصناعات والأعمال ما ينجم عن انهيار مالي, شلل وكالات الأنباء, انقطاع التيار الكهربائي عن معظم القارات, انقطاع صوت دعوات الاستغاثة عن خفر السواحل, فقدان أثر مئات الطائرات, أبراج مراقبة الرحلات الجوية في رعب, توقف وإلغاء رحلات الطيران في أرجاء العالم, وقوع أحداث مرور وقطارات وزوارق وطائرات".. فإذا اطلقت صواريخ من الفضاء إلى الأرض بالخطأ أو بشكل مخطط له سينتج عصر جليدي قصير وموت معظم المخلوقات على الأرض, فعلا نحن على حافة نووية فضائية خطيرة.

نعم هذا ما سيحدث في أولى ساعات اليوم الأول ليحدث فلتان كبير وضخم جدا لا يمكن حله بالدبلوماسية والمفاوضات والحلول السلمية, فوضى عارمة تدب جزء كبير من الأرض, لكن حتى الان هناك تجنب لحدوث مثل ذلك وفي المؤتمر الأخير حول شؤون الأرض ومناقشة عسكرة الفضاء, ذكر في المؤتمر أن أمريكا هي التي تسيطر وتهيمن على الفضاء حتى لا يصبح هناك سباق تسلح, لكن يجب عليها محاربة الدول التي تسلح الفضاء .. روسيا اعلنت اذا ما مضت امريكا في نظريتها فانه لا يكون أمامها إلا تدمير كل التهديدات في المدار, وكوريا الشمالية الآن بدأت بتسليح فضائها دون النظر إلى التهديدات الموجهة لها, وإيران تعمل بكل ثقة على اطلاق أقمارها الصناعية وتسليحها ولا تبالي في التهديدات الموجهة لها في الفضاء أو على الأرض ومستعدة لخوض حرب أي كان طبيعتها اقتصادية سياسية عسكرية.. فالاستخدام العسكري في الفضاء بات محتوما, فالحرب لم تكن مجرد خيال إنها حقيقة.. وبدئ عصر نووي جديد.

إذن نحن مقبلون على مرحلة صعبة جدا فيها فلتان وفيها الأمان.. أي كان ما ينتظرنا فنحن وقود هذه المرحلة إما أن نشارك في هذه الحرب أو أن نبقى ضحيتها.. أكثر شيء أراه في هذه الحرب تجعلها تختلف عن جميع الحروب هو أن كل إنسان على وجه الأرض مشارك فيها فبالكلمة أنت مشارك وفي الصورة أنت مشارك وفي الصحيفة والجريدة أنت مشارك وفي قلبك أنت مشارك حتى وإن كنت الضحية فأنت أكبر مشارك.. فتشربت القلوب والعقول والدول بأن القوة هي التي تسترد الحقوق والقوة هي التي تعيد الكرامة والقوة هي هيبة الدولة وتشربت عقول الشعوب المستضعفة بأن (ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة) حرب بكل المقاييس لا يستطيع أحد أن ينكرها أو يوقفها أو حتى يصفها.. وبعدين قربت الساعة J

تقبلوا كلماتي: خالد أحمد أبو دقة

تعليقات الفيس
0 تعليقات الموقع

0 التعليقات :

Post a Comment

وما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد

كورس متقدم مايكروسوفت اوفيس

آخر المشاريع على GitHub

آخر الأعمال على بيهانس

FaceBook

من تغريداتي

من قناتي

صوت

الأكثر قراءة ومشاهدة