Sunday, May 13, 2012

العباد يريدوا تغيير (المؤذن والإمام والخطيب) !

بيوت الله تعالى تعاني وتنادي حتى وتستصرخ كل مسلم مسؤول وقادر على نصرتها وتصحيح سننها وفرائضها, بيوت الله لا تشتكي من قلة المصلين فقط ولكن تشتكي من القائمين عليها من المؤذنين والمأمومين والخطباء, الأمر أصبح خطير جدا وجلل عظيم عندما نتحدث عن مؤتمنين, روح الإنسان وقلبه وعقله أين يذهب وأين يكون في فترة الأذان أو الصلاة أو أثناء سماع الخطبة في يوم الجمعة أو حتى المحاضرة التي تعقد بعد الصلاة, اسأل كل العباد أين يكون عقلك وقلبك وروحك في هذه الفترات ومتى يكون حاضرا بقوة ؟, إذا كان خاضرا فالجواب هو عندما يكون الأذان صحيحا وصوت المؤذن ندي.. عندما يكون الإمام عاقلا وبالغا وراضي عنه.. عندما يكون الخطيب متعلما ومؤثرا, هذه هي إجابة كل مسلم عابد مخلص لله تعالى.

أصبحنا نسمع الآذان بأصوات مختلفة من الصغير الغير بالغ إلى صوت كبير السن الخشن حتى إلى أصوات غريبة أحيانا, فمن المسؤول عن وضع المؤذن, ألم يقل النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن زيد الذي رأى رؤية الأذان والإقامة " فقم مع بلال فألقاها عليه فإنه أندى صوت منك ", رغم أنه هو الذي رأى الرؤية وطلب من النبي أنه يريد أن يؤذن لكن النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أن للأذان تأثير قوي في كل أركان وجوارح الإنسان عندما يكون الصوت ندي, لذلك من حقنا أن نسمع المنادي وتقشعر جوارحنا عند سماع الأذان لا أن نسأل لماذا أخطأ في الأذان, ولماذا صوت المؤذن هكذا ووو.. فهناك شروط للمؤذن يجب أن تكون موجودة فيه حتى يصح الأذان ويعلم الجميع حكمة النبي صلى الله عليه وسلم في جعل بلال بن رباح هو المؤذن, فمن شروط المؤذن الواجبة أن يكون (مسلم, عاقل, ذكر) أي أنه ليس فاسقا ولا صبيا ولا أنثى , وأيضا يستحب أن يكون المؤذن حسن الصوت لأنه أرق للسمع, لحديث عبد الله بن زيد ‏(‏أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال له‏:‏ ألقه على بلال فإنه أندى صوتا منك‏)‏, لذلك من حقنا كعباد لله تعالى أن نسمع الأذان صحيحا بصوت ندي لكي تقشعر جميع جوارحنا وأركاننا, ونستجيب لنداء الله.

وأيضا نريد تغيير الإمام, إذا لم تستطيعوا تغيير المؤذن فمن الواجب والفرض تغيير الإمام إذا كان غير مؤتمن, فكثير من العباد لا يشعر في الخشوع بصلاة الجماعة لقراءة الإمام وصوته وسمعته بين الناس, فمن شروط الإمامة أن يكون (مسلماً, بالغاً, مرضي عنه من القوم), أي لا يكون كافرا ولا صبيا ولا يكون الناس كارهون له, أغلب المؤتمنين عندنا غير مرضي عنهم من أغلب المصلين, الكثير منا يسمع كل يوم إشكاليات في المسجد على الامام أحيانا يخطئ وأحيانا يسهى وينسى, أغلب الآيات يقرأها خطأ بدون تجويد وحركات وخشوع, فأصبح المصلين لا يشعرون في لذة الصلاة وخشوعها, حتى حركات الصلاة غير صحيحة في الركوع والسجود والقيام, نبرة الصوت غير مقبولة لقلة التجويد وطبيعة الصوت, فأغلب المصلين لا يرغبون الذهاب للمسجد بسبب الإمام أو القائمين على المسجد أنفسهم, ومن حقنا كعباد أن يكون الإمام مؤتمن ذو صوت ندي وعالم بأحكام التجويد وأصولها وعالم بشروط الصلاة وأحكامها, لا أن يقع في السهو ولا يعرف صلاته مقبولة أو غير مقبولة, يكون في المسجد عباد أعلم من الإمام وأفضل صوتا وأصح قراءة فيجب أن يؤم هو في الناس, ولكن الذي نراه أن هناك صبي أصغر سنا يأمم في الناس ولا يحترم من هو أعلم منه لأنه ابن جماعة فلان وابن عائلة علان..

خطباء المساجد لا نعرف هل هم سياسيون أم عندهم مراهقة في الخطابة, عنوان الخطبة يختلف تماما عن مضمون الخطبة, والمضمون كلام موجه إلى الحيطان وليس للعباد, غير مؤثر إطلاقا وممكن يفهم الخطبة البعض أو بحاول يستوعب ويجمع الكلام ولكن البعض الآخر نائم, وإن كانت الخطبة في السياسة فأغلب القوم غير راضين عن الخطيب لأنه يشتم فلان ويسب فلان ويغضب المصلين فيصبح غير واعظا لدين وشرع الله بل لجماعته ولا يكون عدلا في خطبته, فمن شروط الخطيب أن يكون (مسلما, عالما, عدلا), لذلك ينبغي لولاة الأمور والمسؤولين أن يختاروا الخطيب الرجل الصالح الفقيه الصالح للخطبة في صوته ووعظه وتذكيره, أما أن تكون الخطبة في واد والخطيب في واد ونحن في واد آخر, ومن الخطباء ما قال في خطبته " على قول المغني اللي ينساك انساه"،.. أي مغني أيها الخطيب والقرآن مليء بالشواهد والسنة النبوية تؤكدها وتوضحها، فعلا إنه مؤلم جدا وغريب.. هذا ديننا ويجب أن ندافع عنه نريد تغيير الخطباء نريد خطباء واعظين ومؤثرين ومثقفين اسلاميا ومهيئين ليكونوا خطباء, غير نائمين أو متحزبين, هذه الأمانة يجب أن نحصل عليها لا أن يتم استخفاف عقولنا من أجل ارضاء الآخرين.

إذا كنا مثقفين دينيا معبئين إيمانيا مشحونين بطاقة الخشوع لله تعالى, يبقى للروح وللقلب صدى قوي يهز مشاعرنا وأركاننا بأن عبادة الله تعالى من أجمل وأرق وأعظم وأطهر عبادة تريح وتطمئن هذا القلب وتشتاق الأرواح للقاء ربها ويزداد العقل تقربا لعظمة الله في عبوديته ووحدانيته, فإذا كانت العبادة منقوصة بالروحانيات فلا نشعر بطعمها, فعلى المسؤولين وولاة الأمور أن يجعلوا من المؤذنين والمأمومين والخطباء أهل صلاح لصوته ووعظه وتأثيره على العباد وتقريبهم من الله تعالى لا نفورهم من بيوت الله, فهذه بيوت الله ليس بيوت للعائلات والجماعات والأشخاص, الاسلام له ضوابط ومشروعات يجب أن تتحقق في كل بيت من بيوت الله, هذه رسالة كل مسلم عابد لله يريد أن يستزيد في الخشوع والتقرب إلى الله تعالى ويكون عالما في أمور دينه وضوابط وشرائع هذا الدين.

تقبلوا كلماتي: خالد أحمد أبو دقة

تعليقات الفيس
1 تعليقات بلوجر

1 comment :

  1. مقال رائع .. وواقعي جدا ..

    والله اننا نرى افظع من كل ما اسلفت اخي خالد ..

    نسأل الله الصلاح ..

    ReplyDelete

وما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد

كورس متقدم مايكروسوفت اوفيس

آخر المشاريع على GitHub

آخر الأعمال على بيهانس

FaceBook

من تغريداتي

من قناتي

صوت

الأكثر قراءة ومشاهدة