الدم هزم
السيف كلمة نرددها دائما على مدار الصراع الفلسطيني الصهيوني بين الحق والباطل،
فلا يوجد أطهر وأصفى وأنقى من الدماء الذكية التي سالت على أرض الله ومن أجل الله
وفي سبيل الله، دماء أعطت معنى للون الأحمر الغامق لكن رائحته أطيب وأثلج وأعنبر
من اللون الأحمر، فإنها أقوى بكثير من قطرات الماء التي فلقت الصخر الأصم، فما
بالكم بقطرات الدم التي هزمت سيوف البطال, هناك أيضا من هزم سيوف الباطل بقرقرة
صدعت الزنازين والسجون بصوتها وفلقت السلاسل الحديدية بالتوائها، إنها الأمعاء الخاوية
نعم الأمعاء الخاوية التي اشتركت مع الدماء في معركة الحق والباطل، وكانت كالدماء
تماما أعادت الحرية وأعادت الكرامة وأثبتت أنها أقوى من السيف والجلاد وهزمتهم على
موائد الصبر والعزة والكرامة، لا على موائد التآمر والعار.
منذ أن بدأت أمعاء
الأسرى معركتها كانت تتحقق مطالبهم المحدودة داخل السجون لكن دون حرية حقيقية
للأسير.. ففجأة انتقلت من معركة الأمعاء إلى ثورة الأمعاء، التي كانت مع كل نهاية يحقق
فيها الأسير الفلسطيني الحرية التي يريدها، والتي فجرها الشيخ خضر عدنان بعد حصوله
على الحرية من بعد 66 يوم من الإضراب المتواصل عن الطعام.. لتبدأ مرحلة جديدة من
النضال الفلسطيني لكن هذه المرة بأمعاء خاوية يستطيع من خلالها الأسير الفلسطيني تحرير
نفسه بنفسه.. من في العالم أجمع يستطيع أن يحرر نفسه بنفسه من سجون أكبر اجرام على
وجه الأرض وبأمعاء خاوية، نعم إنهم الأسرى الفلسطينيين.. لكنها ثورة لم تنتهي بعد
فما فعلته الأسيرة هناء شلبي كان صدمة للاحتلال، ولكن حولها الأسيرين بلال ذياب
وثائر حالة إلى صعقة للاحتلال، عندما رفضا شروط اتفاق انهاء اضراب 17 نيسان أبريل
من عام 2012 واستمرارهم في الإضراب حتى نالوا حريتهم بعد 78 يوم من اضرابهم، وأيضا
ضربتين على الرأس توجع لكنها هذه المرة قلعت رؤوس الشياطين عندما استمر الأسير
محمود السرسك في اضرابه لمدة 95 يوما، ليكسر فيه رقما قياسيا في تاريخ العالم وليس
الحركة الأسيرة الفلسطينية، ولا زالت الثورة مستمرة وستبقى مستمرة وستهزم الأمعاء
الخاوية سيوف وسياط الباطل.
تتجلى الأمعاء
عندما تتصل ببعضها البعض لتقضي على الجلاد وسياطه وتكسر قيود السجن وإدارته
العسكرية، وتهزم سيوف الباطل، وتحطم أرقاما قياسية يحصل الأسير من خلالها على حرية
يحلم بها كل أسير فلسطيني داخل سجون الاحتلال الصهيوني، لتبدأ معادلة حرية النفس
بالنفس بأمعائها الخاوية..
ومن هنا كانت رسالة الأسرى عندما حرروا أنفسهم بأنفسهم حيث وجهوا الرسالة لنا قبل أن يوجهوها للاحتلال بأن نتحرك جميعا لنصرة قضيتهم ولتحرير أسرهم، لكن البعض لم يفهم رسالة الأسرى ولا زال الأسرى حتى الآن نعذبهم بصمتنا وبقائنا في خيم التضامن وأمام شاشات التلفزة وشاشات الحاسوب، الأسرى أرادوها ثورة لنا ولهم لكننا لم نفهم رسالتهم بعد، ولن يفهمها أحد طالما الانقسام الفلسطيني طاغي على قرارات الشعب وحرياته.
ومن هنا كانت رسالة الأسرى عندما حرروا أنفسهم بأنفسهم حيث وجهوا الرسالة لنا قبل أن يوجهوها للاحتلال بأن نتحرك جميعا لنصرة قضيتهم ولتحرير أسرهم، لكن البعض لم يفهم رسالة الأسرى ولا زال الأسرى حتى الآن نعذبهم بصمتنا وبقائنا في خيم التضامن وأمام شاشات التلفزة وشاشات الحاسوب، الأسرى أرادوها ثورة لنا ولهم لكننا لم نفهم رسالتهم بعد، ولن يفهمها أحد طالما الانقسام الفلسطيني طاغي على قرارات الشعب وحرياته.
تقبلوا
كلماتي/ خالد أحمد أبو دقة