الحمد لله الذي أرانا ما نراه الآن من انتصارات
تاريخية تحدث حولنا انتصارات كان يتمنى أن يراها أباءنا وأجدادنا الذين رأوا
الهزائم والذل والقتل والتشريد من أعداء البشرية بسبب حكامنا المتخاذلين, فأنا من
يوم أن ولدت لم أرى إلا الانتصارات , رغم أننا عانينا من أجل هذه الثمار تعبنا
تحملنا وقدمنا كل ما نملك وصبرنا ولكن في النهاية ننتصر , فكانت هذه الأيام التي
عشناها بألآمها أيام انتصارات وجمع الثمار الذي غرسه أباءنا وصنعناه بدمائنا, فما
كنا نسمعه من أجدادنا من معاناه وهزائم وذل كبير جداً كان وقود هذه الانتصارات
المتتالية, فلم تذهب معاناة الشعوب سدى فكانت من دماء والتحمت بدماء لتستكمل
مسيرة الصبر في وجه العذاب.
ما نراه فعلاً تاريخ صنعناه ونشهد
تحقيق نجاحه بالدم والقوة ,ففي الانتفاضة الفلسطينية الثانية شاهدنا فيها العدو الصهيوني
ينذل ويتقطع ويحرق بالعمليات الاستشهادية المباركة, وصبر أهلنا وشعبنا أمام أكبر
آلة تدميرية في العالم , فكانت الحجارة هي وقود هذه الانتفاضة والأشلاء هي أكبر
آلة نواجه فيها آلتهم, والحمد لله لا زالت انتصاراتها متتالية.
العمليات العسكرية للمقاومة الفلسطينية
التي قطعت الجنود الصهاينة تقطيع وأجبرتهم على الركوع أرضاً ليلملموا أشلائهم كما
حدث في رفح وحي الزيتون, ومن ثم انسحابهم من قطاع غزة هرباً من ضربات المقاومة
وتحدي شعبنا العظيم.
صواريخ المقاومة الفلسطينية التي أرعبت
العدو وتسببت في جلطة المجرم شارون, والتي لا تزال مستمرة في رعب كيانهم الزائل,
والتي لعبت دور كبير في معادلة انتصار خبرات وتقنية العقل الفلسطيني لتصل الصواريخ
إلى العمق الصهيوني والمناطق العسكرية الحساسة جداً مثل قاعدة زكيم العسكرية التي
أحرقت بالكامل أدى إلى مقتل واصابة 70 جندياً صهيونيا.
المقاومة اللبنانية التي أجبرت العدو الصهيوني
على الانسحاب من جنوب لبنان, رغم الحرب الأكبر والأكثر عدوانية في صراع العدو
الصهيوني بحق المدنيين والشعب اللبناني, ولكن في النهاية ذاق أول هزيمة له في
صراعه مع المقاومة وانتصرت ارادة الشعب وقوة وصمود المقاومة حتى وصلت آخره
انتصاراته إلى إخراج جميع الأسرى اللبنانيين من سجون ومقابر العدو من أحياء وأموات
بالكامل .
العمليات العسكرية والمواجهات على الشريط
الحدودي التي أدت إلى أسر جلعاد شاليط لخمس سنوات متتالية , فكانت هذه الفترة
انتصار عظيم على استخبارات ومخابرات الجيش الصهيوني لتحريره ولكن الأمن الفلسطيني
تفوق في إخفاء شاليط طول هذه المدة دون أي معلومات عنه في منطقة ضيقة جداً محاصرة
من جميع الاتجاهات, ومحاولة العدو من اضعاف المقاومة والشعب بقيامه الغبي بشن حرب
على غزة في ديسمبر 2008 - يناير 2009 , ولكن انقلب السحر على الساحر وانتصرت المقاومة وانتصرت ارادة الشعب
الفلسطيني لتحمله كل هذه الجرائم والحروب..
الثورات العربية على حكامهم وأنظمتهم
المستبدة والظالمة التي أظلمت القضية
الفلسطينية وشعوبهم والتي غيرت مسار وبوصلة الفكر العربي الشعبي لصالح قضية فلسطين
, فلم نرى أي ثورة إلا وكانت فلسطين حاضرة وسط هذا الشعب.
الانتصار التاريخي الذي نراه الآن من صفقة
وفاء الأحرار لخروج معظم أسيراتنا في سجون الاحتلال وألف أسير فلسطيني.
يا لها من انتصارات لم يشهدها أجدادنا..ولكن الحمد لله أخرجوا جيل استطاع تغيير العالم, استطاع أن يصنع ويجني ويضحي من
أجل كرامته, عادت كرامة الإنسان العربي معها عادت كل الآمال من جديد لنراها تتحقق.. ولكن هناك شيء نفتقده يجب أن يكون موجود لكي تستكمل هذه الإنتصارات نجاحها الحقيقي في تغيير العالم بأكمله فما ينقصنا هو "القائد المسلم" فبه يصلح حال الشعوب بصلاحه وتبقى كلمة الله هي العليا.
وأخيراً أريد أن أتحدث وأتكلم وأكتب عن
الإنسان الحقيقي والصانع الأساسي لهذه الانتصارات المخلوق الذي لا يمكن أن يوقفه أحد، الإنسان الذي
أصبح شاهد على معركة الدم الذي هزم السيف "الشهيد العربي " الشهيد
والشاهد الذي أشعل من دمائه طريق الانتصار ومن رائحة مسكه عبق الحرية لتصل إلى كل
الوطن العربي, الشهيد الذي قدم نفسه من أجل أرضه وأهله وأسراه ومن أجل كرامة
الإنسان العربي, الشهيد الذي يقدم ولا يؤخر الذي يُقبل ولا يُدبر الذي يُقاتل حتى
الموت في سبيل الله, الشهيد وحده الذي يشهد نهاية المعركة بين الحق والباطل, فتبقى
دائماً الدماء أصدق من الكلمات ودائماً الدم يهزم السيف.
فتقبل الله كل شهدائنا الأبطال وأسكنهم
فسيح جناته ونسأل الله أن يجمعنا بهم في الفردوس الأعلى بإذن الله.
فلا تنسوهم من
الدعاء الصادق.
تقبلوا كلماتي خالد أحمد أبو دقة
والله صدقت أخي خالد هذه الإنتصارات لم يشهدها أباءنا وأجدادنا, مشكور خالد على هذا المقال المميز.
ReplyDeleteسيكتمل النصر بإذن الله بتحرير فلسطين وعودة القدس واللاجئين إلى أهلم وديارهم .
ReplyDelete