بقلم/ خالد أحمد أبو دقة
اليوم
الثاني/ الخميس الرابع من ابريل 2002
بعد
أن حاول الاحتلال من محاور أخرى الدخول إلى المخيم وفشلت محاولات الاجتياح، كانت
مفاجئة للجيش الصهيوني لم يتوقعها من خسائر، فكانت رحلة الألوان للعدو ستتحول إلى
دماء.
في
الصباح كان الجو هادئا لتراجع الاليات واختفائها، وعاد العدو ليقيم الوضع من جديد
وتغيير الخطط بسبب المقاومة الغير متوقعة، وكانت معنويات المجاهدين قوية
وترتيباتهم أفضل، وقاموا المجاهدين بتقسم مداخل البلدة إلى عشر مجموعات.
ولكن
لم يطول الهدوء بدأت بعض المناطق الاشتباكات على أطراف المخيم الخارجية، ولم يتمكن
العدو من التقدم إلى وسط المخيم، ولكن القناصة في منطقة الجابريات "منزل أبو
غليون" كانت تسيطر على المنطقة وتصيب وتقتل كل من هو تحت النظر من مدنيين
ومقاتلين، وفي المقابل كان المجاهدين يمنعون العدو من التقدم بإطلاق الرصاص بين
الفترة والأخرى من بيت "أبو العبد الزبيدي"، وكان العدو يتراجع في كل
محاولة يحاول التقدم فيها.
ومن جهة المدخل الشرقي للمخيم كان هناك اشتباك عنيف
ومباشر مع جنود الاحتلال حيث تقدم العدو 50 مترا، ومع تمكن المجاهدين من الاختفاء
عن منظور القناصة استغل المجاهدين تقدم الجنود وخاضوا اشتباكات قوية لم ينقطع
وتفجير عبوات ناسفة بالإضافة إلى تفجير سيارتين مفخختين، مما أدى إلى مقتل 3 جنود
من العدو من بينهم ضابط صهيوني، وتدمير احدى الاليات، وأصيب 10 مجاهدين في هذا
الاشتباك، وعلق قائد في الاحتياط الصهيوني عن هذه الاشتباكات " المعركة قاسية
على نحو خاص... ".
وقام العدو بقصف المستشفى الحكومي بالقذائف من الجهة
الجنوبية، وتم تدمير انابيب الاكسجين والنيتروجين والمياه والغاز وتدمير بعض الغرف
وانقطاع التيار الكهربائي، وقام الصليب الأحمر بالتواصل لوقف القصف لكن منع
الاحتلال سيارات الإسعاف من التحرك وأطلق الرصاص على الطاقم الطبي.
وقام الدفاع المدني بدور المسعفين بجانب إطفاء الحرائق
في المنازل والسيارات، بسبب محاصرة المستشفيات وسيارات الإسعاف.
وفي المساء تقدمت بعض الاليات والجرافات باتجاه "حارة
الدمج" من المحور الشمالي للمخيم، وهي الحد الفاصل بين المدينة والمخيم، تصدى
المجاهدين لهذا التقدم بكل قوة من عبوات وأكواع.
استمر قصف المخيم عشوائيا من طائرات الهليكوبتر واستمرت
الاشتباكات طوال الليل، ويقول المجاهدين أنه كان هناك مادة ملصقة خضراء اللون على
الأرض تنتشر في المكان، وقامت القناصة بإطلاق النار دون أن نحدد مصدرها، وكان يصيب
المجاهدين دون معرفة الكيفية، وكلما تعرفوا على مكان قناص يختفي فورا.
أصيب في هذا اليوم أكثر من 45 فلسطيني وارتفع عدد
الشهداء إلى 13 شهيدا، من بينهم
الشهيدة مريم الوشاحي وابنها الشهيد منير الوشاحي، والتي
تضاف لجريمة قتل بطيئة لهذه العائلة، حيث أصيب الشهيد منير بطلقات في الصدر واليد
وبقى ينزف يومين قبل استشهاده، وأما أمه الشهيدة مريم وعندما كانت تعد الدقيق لصنع
الخبز، اشتد القصف والرصاص على المنزل، واصيبت بالرأس والصدر، وسرعان ما قام زوجها
بالخروج ورفع شاش أبيض ويصرخ يطلب مسعفين، ولكن الحتلال النازي الذي لا يرحم وقام بإطلاق
النار عليه، وقام الجيران بالاتصال بالإسعاف ولكن تم منعهم من الدخول وأطلقوا
الرصاص على الإسعاف والطاقم الطبي، وبقيت الشهيدة مريم أكثر من 48 ساعة تنزف حتى
فارقت الحياة، قتلوها أمام طفلها "مهند" والذي لم يتركها حتى فارقت الحياة وهي تضغط على يده، أي انسانية هذه تقف أمام عجزنا..
تمكن المقاتلين في اليوم الأول والثاني من صد 6 محاولات
لدخول المخيم.
ومن
الأقوال التي قيلت في اليوم الثاني للمعركة
الاتحاد
الأوروبي يلغي لقاء كان مدرج في جدول الاعمال مع رئيس الوزراء الصهيوني شارون.
بعض صور الاجتياح.
فيلم وثائقي عن جريمة قتل الوشاحي في الدقيقة 13 من الفيديو: