Sunday, April 6, 2014

جنين - اجتياح ومعركة جنين وثائقي / اليوم الرابع

بقلم/ خالد أحمد أبو دقة
اليوم الرابع/ السبت السادس من ابريل 2002
في هذا اليوم استقدمت قوات الاحتلال قوات إضافية كبيرة للمخيم بعد إعادة النظر ودراسة كاملة لوضع العمليات بكل مناطق الضفة المحتلة، وقامت بتغيير خططها العسكرية داخل مخيم جنين، حيث قررت القيام بعملية "الحلاقة" للبيوت والتي تقوم بنسف وتدمير منظم للمنازل لشق طريق واسع للآليات، وأيضا القيام باستراتيجية القصف الشامل بالآليات والطائرات لكل منزل تخرج منه رصاصة واحدة أو يكون فيه شك لاحتماء المجاهدين بداخلها وخصوصا حارة الدمج.

استشهاد حارة الدمج
بدأت الطائرات والتي عددها 6 طائرات بقصف المخيم في كل حي وزقاق وعلى أي حركة داخل المخيم، بالتزامن مع دخول الجرافات الصهيونية وبدء عملية "الحلاقة" وذلك بتجريف وهدم منازل حارة الدمج لتسهيل مرور الآليات إلى حارة الحواشين، وكان الأهالي العزل يهربون من بيت إلى بيت آخر ومن ثم قصف البيت الآخر، وبقيت دورة القصف والهروب طوال المعركة، حتى قامت القوات النازية بالنداء على السكان للخروج وتجميعهم في الساحة، وعندما خرجوا ومعهم أطفالهم قامت قوات الجيش الفاشية بإطلاق النار عليهم وبدأت قصف منازلهم وتجريفها بدون أي توقف، لم يعرف الأهالي أين يلجئون حتى تجمعوا في ملجأ "فرن" مساحته 80 مترا احتمى فيه كل سكان حارة الدمج يأكلون ويشربون وينامون في نصف مساحة الفرن فقط، وتصدى المجاهدين لهذه الاليات والجرافات وخاضوا اشتباك مباشر مع بعض القوات المتحصنة داخل المنازل، لكن كان القصف أعنف وأشد وإطلاق نار مركز من طائرات الاباتشي والجرافات والاليات تدمر كل شيء أمامها من بشر وشجر وحجر، حتى استشهدت حارة الدمج ولم تسقط، لأن في الشهادة حياة، وسيبقى كل المخيم حي بشهدائه ومقاومته، واستشهدت الحارة وجثث الشهداء الطاهرة ملقاة على الأرض من نساء وأطفال وشيوخ ومجاهدين.. دافعوا عن مخيمهم بكل قوة وبأبسط الوسائل رافضين كل أشكال القمع والذبح في حقهم لتبقى دمائهم شاهدة على صمود هذا المخيم ونازية الاحتلال الوحشي. انتقل من انتقل إلى منطقة المقاطعة واستقبلهم أهالي حي الزهراء وفتحوا لهم بيوتهم.

استنزاف المجاهدين
في المدينة اشتبك المجاهدين مع الجيش الصهيوني في مدخل المدينة وأثناء تمركز قناصة العدو في عمارة قصر السلام ونزول عدد من جنود المشاة، اشتبك المقاتلين معهم وقتلوا قائد فرقة المشاة، وتم اعطاب بعض الآليات التي تحاول السيطرة على المدينة. استمرت الاشتباكات حتى قاربت ذخيرة المجاهدين تنفذ من عبوات وأكواع وبعض الرصاص الذي كان يطلقوه على الآليات دون جدوى، وكان إطلاق النار خفيف جدا، حاول الاحتلال خلالها اعتقال المقاتلين بدلا من قتلهم، لكن تسلل المجاهدين من المدينة إلى المخيم لينضموا إلى جبهات القتال هناك، ومع ذلك فشلت عملية التواصل لوجود شيفرة بين المقاتلين داخل المخيم لم يتعرف عليها المجاهدين خارج المخيم، وتم إطلاق النار عليهم واستمر هذا الحال حتى خرجت الآليات من المدينة.

المستشفيات والأنين
واستمرت قوات الاحتلال بالقصف على المدينة بكل وحشية، تم منع رجال الإسعاف من التحرك لإنقاذ المصابين بعد تلقي عشرات المكالمات وباستمرار، ومع سماعهم صوت أنين الجرحى وصراخ الأطفال وبكاء النساء دون المقدرة على مساعدتهم وتقديم العون لهم، ويقول العاملين في المستشفى "كنا نرى الدمار والحرائق ونسمع القصف ولم نستطيع فعل شيء، ونحن نعلم ان هناك من ينتظرنا لإنقاذه، لكننا واقفين عاجزين مقيدين عن فعل أي شيء لهم، وكنا نبكي من القهر والعجز... " .

ولم يسلم مستشفى الرازي من إطلاق النار وكان إطلاق النار يتركز على أنابيب الأكسجين وخزانات المياه والوقود، وأدى إلى عجز الطاقم الطبي من اجراء العمليات الجراحية، وامضوا أغلب الوقت على ضوء الشمع، ليستكمل الدفاع المدني مهمة الإسعاف بسبب محاصرة المستشفى بالتزامن مع مهام إطفاء الحرائق وإنقاذ الأهالي تحت القصف والرصاص.

أما مستشفى جنين الحكومي والذي تحول إلى مقبرة للشهداء بعد بدء تعفن الجثث والتي كانت خارج الثلاجات بسبب امتلاء الثلاجات بالشهداء، حيث تم التواصل مع الارتباط لدفنهم في ساحة المستشفى مؤقتا، وخرج كل العاملين من أطباء وأطقم فنية وعلى رأسهم مدير المستشفى والذي قاد الجرافة ليقوموا بحفر قبر جماعي لجثث الشهداء.

إرهاب نازي
وفي المخيم "الشارع الرئيسي" قام العدو الفاشي بجمع أكثر من 2000 شخص بمنظر مهول وصاعق من الرجال والنساء والأطفال والشيوخ تحت أشعة الشمس الخارقة بدون ملابس ومقيدي الأيدي ومعصوبي الأعين، وقامت بصف مجموعة من المعتقلين على بطونهم لتأتي دبابة العدو النازي الوحشي لتقترب منهم أمام أعين أهلهم وأطفالهم وهم يصرخون ويكبرون.

ومن الشهداء الذين رقدت أرواحهم بسلام:
استشهد في هذا اليوم عدد من جنود الأمن الوطني وقوات الـ17، ومجموعة من المجاهدين في فصائل العمل المقاوم ومنهم:
الشهيد المجاهد محمود أبو حلوة، والشهيد وليد السيرسي، والشهيد مصطفى الشلبي..

اعدام الشهيدين وضاح الشلبي وعبد الكريم السعدي:
كان الشهيد عبد الكريم السعدي قد لجأ إلى منزل الشهيد وضاح الشلبي خشية اعتقاله من منزلهم، ولكن قوات الاحتلال الفاشي لم تترك بيت إلا وارتكبت فيه جريمة، حيث طلب جنود العدو من أهل البيت النزول إلى ساحة البيت، ونزل الشهيدين ووالد الشهيد وضاح حاملين الأطفال إلى الخارج، وطلب جنود الاحتلال منهم تسليم الأطفال إلى النساء ومن ثم أبعدوهم، وبقي الشهيدين مع والد الشهيد وضاح لوحدهم الثلاثة وطلبوا منهم رفع ملابسهم، ومن ثم أمر أحد الجنود بصوت عال مليء بالنازية والعنصرية "أقتلوهم"، وانهمر الرصاص عليهم وسقط الثلاثة على الأرض ويقول والد الشهيد وضاح " لقد اقتربوا وأطلقوا النار مباشرة على الشهيدين، أما أنا فتصنعت بأنني ميت وكان دماء الشهيدين تسيل من تحتي، مما أوحى لهم أنني مصاب في بطني، وبقيت على هذا الحال حتى انصرفوا". قتلوهم بوحشية وهم عزل كما فعل الاحتلال النازي في مدينة غراد الروسية.

الشهيدة يسرى أبو خرج، قتلت بصاروخ "تاو" أمريكي الصنع من طائرة أباتشي وهي في غرفتها وعمرها 60 عاما، قتلوها بدم بارد وهي عجوز لا تقوى على نفسها.

هذه هي حقيقة هذا العدو النازي بامتياز يقتل بدون التفرقة بين رجل أو امرأة أو مدني أو مقتل أو كبير أو صغير، هذا هو الحقد الصهيوني والذي هو من نوع خاص خلف الدمار والدم في كل مكان.


ومن الأقوال في هذا اليوم:


  • قال رئيس وزراء تركيا " ان ارئيل شارون لم يتخل أبدا عن كلمة الحرب.. وتقوم بإبادة عرقية للشعب الفلسطيني امام أنظار العالم كله بهدف إزالة الدولة الفلسطينية تدريجيا".
  • وقال الصحفيين العسكريين في يديعوت احرنوت " المعركة في مخيم جنين هي الأقسى التي يخوضها الجيش في عملية السور الواقي، بعد خمس ايام من القتال الدامي... كان الثمن ثقيلا، سبعة جنود قتلوا والعشرات من المصابين".

صور من الخراب والمجازر







تعليقات الفيس
0 تعليقات الموقع

0 التعليقات :

Post a Comment

وما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد

كورس متقدم مايكروسوفت اوفيس

آخر المشاريع على GitHub

آخر الأعمال على بيهانس

FaceBook

من تغريداتي

من قناتي

صوت

الأكثر قراءة ومشاهدة