بقلم/ خالد أحمد أبو دقة
اليوم السادس/ الاثنين الثامن من أبريل – نيسان 2002
استمر العدو في شق الطرق بالجرافات وهدم البيوت لفتح
طريق للدبابات لتقسيم المخيم إلى عدة أقسام، واشتد الحصار على حارة الحواشين، واتبعوا
سياسة جديدة بنسف البيوت وحرقها بكل من فيها، واستمرار اعتقال الأهالي وارسالهم
إلى معسكر سالم، بالتزامن مع القصف العنيف للطائرات، حيث قام العدو في هذا اليوم
بتغيير القوات وتعزيزها بينما المقاتلين والمجاهدين يمضون في الدفاع عن المخيم
بدون طعام ولا شراب إلا القليل وبدون توقف رافضين الاستسلام أمام أكبر آلة نازية
تدميرية في العالم.
معركة القناصة
في هذا اليوم أعاد المجاهدين توزيع أنفسهم بعد محاصرتهم
في منطقتين "حارة الحواشين، ومنزل أبو العبد الزبيدي" وقاموا بحفر
فتحتات بين البيوت للتنقل بسهولة والابتعاد عن قصف الطائرات، وتم وضع بعض القناصين
الذين يجيدون القنص من كافة التنظيمات على عمارة أبو العبد لتشتيت جنود الاحتلال
ومواجهة قناصة العدو التي تنتقل من بيت إلى بيت، وفي هذه المواجهة قتل وأصيب أكثر
من 15 جنديا صهيونيا، وكان المجاهدين قد قرروا أن خير وسيلة للدفاع هي الهجوم،
وقام المقاتلين بالهجوم على الجيش وحققوا بعض الإنجازات والاستيلاء على ثلاثة
مواقع كان العدو يتحصن فيها.
إرهاب عشوائي وتشريد المدنيين
قرر
العدو الجبان أن يدمروا المخيم على كل من فيه وعن بعد لجبنهم وخوفهم من الخوض بمعركة
دامية مع المجاهدين، فبدأوا قصف المخيم بشكل عام وحارة الحواشين بشكل خاص وبشكل
عشوائي وبدون أي إنسانية بالطائرات والآليات بالتزامن مع تجريف المنازل بالجرافات،
خرج بعض المدنيين العزل حاملين الأطفال هاربين من الهجوم النازي، وأطلق الاحتلال
الوحشي النار عليهم من القناصة والطائرات، وفي المقابل لا زال الاحتلال يعتقل الرجال
والنساء ويحشدهم في معمل للطوب بدون ملابس منبطحين على بطونهم ويمشي الجنود فوق
ظهورهم، وكانت الجثث ملقاه هنا وهناك وتمشي عليها المجنزرات والجرافات والتي
أخفوها عنوة في جريمة إنسانية يندى لها الجبين.
ومنع
الاحتلال سيارات الإسعاف أيضا من الدخول ونقل الشهداء والجرحى، وحتى المرضى الذين
لا يستطيعون العيش بدون خدمات المستشفى، حتى وصلت وحشيتهم إلى استخدام سيارات الإسعاف كدروع بشرية حتى يستطيعوا تأمين
بعض الآليات من ضربات المقاومة، وخصص الاحتلال نقاط تفتيش لسيارات الإسعاف التي
تقوم بنقل بعض الجرحى حيث يتم تفتيشها واعتقال من فيها من جرحى بحجة أنهم مطلوبين
أمنيا، وبكل وحشية تم منع كل أطقم الإسعاف من الخروج وإحضار أي جرحى أو مرضى وحتى
الطعام والأدوية اللازمة للمرضى.
حاول
بعض الأهالي الخروج من المخيم تحت القصف والموت، وخرج حوالي مئتين من المشردين
وبمنظر يندى له الجبين من كبار ونساء وأطفال والخوف والرعب يملأ عيونهم حتى وصلوا
الى حارة الدبوس بمساعدة رجال الإطفاء، واستقبلهم أهالي الدبوس في منازلهم بمنظر
مؤثر جدا تدمع له العين.
من
شهداء هذا اليوم:
الشهيد
القائد محمود أبو حلوة:
والذي أصابته طائرات الموت الصهيونية بنيرانها، وفارق الحياة وهو يُقبل القرآن
ويقول لرفاقه أن يسامحوه ويكملوا القتال.
الشهيد
طه الزبيدي: والذي أصابه
قناص صهيوني في رقبته أثناء الاعداد للهجوم في معركة القناصة، وبعدها أحرق العدو
جثته بقذيفة انيرجا.
الشهيد
محمد البدوي: والذي أصيب في
المعركة وبترت رجليه وبقي ينزف ثلاث أيام في أحد البيوت والذي نسفه الاحتلال عليه.
الشهيد
جمعة أبو خليفة: والذي اعتقله
الاحتلال وهو ينزف ويزحف إلى المستشفى وحيدا بعد أن بترت قدمه، واقتاده العدو
النازي إلى مكان مجهول ولا زال مفقودا.