Tuesday, April 15, 2014

جنين - اجتياح ومعركة جنين وثائقي | مشاهد إرادة وتحدي


 بقلم/ خالد أحمد أبو دقة
مشاهد إرادة وصمود وتحدي مخيم جنين
لا نحتاج إلى سطور وكلمات وعبارات وشعارات لكي نوصل صوت حقنا في الحرية والمقاومة إلى العالم أجمع أو رسائل تكون خاصة إلى العدو الأول للأمة ولفلسطين لكي يفهموها، فيكفي صمودنا وتحدينا أمام الآليات التدميرية أمريكية الصنع من طائرات ودبابات وأسلحة دمار شامل والبلدوزرات الصهيونية التي تأكل بأنيابها الحارات والبيوت الفلسطينية ليكون أقوى احتلال نازي وسابق في سفك الدم الفلسطيني أمام كل المؤسسات والمنظمات الحقوقية والإنسانية الدولية والدول التي تحسب وتعد نفسها مدافعة عن حرية الدفاع وتحقيق العدالة، الشعب الفلسطيني يعطيكم نموذج من الصمود وفوق وتحت الركام وأمام الصمت العالمي وخلف الطاولات التي لا تقدم ولا تؤخر شيء للقضية، ومخيم جنين الذي تم تسويته بالأرض يقف ويقول " إن استشهادينا بانتظاركم ليجعلوا من المواجهة سلسلة من العمليات الاستشهادية" وصدقت المقاومة وصدق أهل المخيم.

الاستشهاديون قادمون
أقوى مشهد وأكثر مشهد أوصل رسالته للعالم وأمام كاميرات الإعلام الأجنبي والعربي، حينما كان يتجول الصحفيون الأجانب داخل المخيم بعد دماره، كان هناك رجل في الصورة يجلس على كرسي فوق أنقاض بيته الذي أكلته الجرافات الصهيونية، وكان أطفاله من حوله يبحثون عن أي شيء من أثاث منزلهم المدمر بالكامل، وينظر الرجل على كاميرا الإعلام وينتزع كرتونة من المواد الإغاثية التي كانت قد وصلت المخيم، ليكتب عليها أمام الكاميرا وعلى ورقة من إغاثاتهم " المنزل تماما ولكن الاستشهاديون قادمون"... هل هناك أقوى من هذه الرسالة بعد حصد العدو النازي بأسلحته منازلهم وقتل أبنائهم، ليس هناك طعام ولا حتى رغيف يسد رمق الأطفال ولكن الاستشهاديون قادمون، لا بيوت ولا أثاث ولا مال ولا كتب ولا أوراق ولا مدارس، لكن كل ذلك ليس مهما لهذا الرجل ما دام الاستشهاديون قادمون، لأن المقاومة هي حياة هذا الشعب لذلك الاستشهاديون حتما قادمون..

قطع الآليات
بعد دمار المخيم من آليات الحقد الصهيوني، تدخل المخيم وترى قطع هذه الدبابات وجنازيرها على مدخل المخيم رغم الألم وحجم الخراب يفتخر الشباب الفلسطيني ويجمعوا هذه المخلفات ليضعها على أبواب المخيم ليراها العالم ويكون شاهد على الصمود والتحدي، والأطفال يدوسوا على قطع الاليات بأقدامهم فرحين في ذلك رغم الألم والخوف الذي أصابهم وسرق ابتسامتهم، رحل الأبطال وتركوا جزء من الحياة في نبض أهل المخيم شاهد على مقاومتهم للآلة النازية.

سيرة القادة الأطهار
سكان المخيم لم يخفوا حزنهم على رحيل القادة المجاهدين في المعركة، القادة الذين تميزوا بالعطاء والكرم والشجاعة والطهارة، كالشهيد يوسف فريحات (أبو جندل) الذي كان صوته يصدح أمام الإعلام ليبعث الأمل على الملايين ويزرع الطمأنينة والحماس بين سكان المخيم، كان يبحث عن الذئاب الذين افترسوا المخيم غدرا وظلما ليقتلهم، والذي كان دائما برفقة المقاتلين من سرايا القدس والقسام وكتائب شهداء الأقصى في الأزقة والحارات، وهو قائد قوات الأمن الوطني واستشهد رافضا الاستسلام يوم السبت الثالث عشر من نيسان 2002، وأيضا الشهيد محمد النورسي قائد الوحدات الخاصة في جهاز المخابرات العامة، والذي قاتل جنبا إلى جنب مع المجاهدين من كافة الفصائل الفلسطينية، والذي قال عنه أهل المخيم فقدانه خسارة كبيرة للمقاومة وللمخيم على حد سواء
أما الشهيد الجنرال محمود طوالبة، أو مهندس الموت كما يصفه العدو، والذي أرسل ما لا يقل عن 12 استشهادي داخل الأراضي المحتلة من بينهم شقيقه، وكما يقول أعدائه فإن في ذمته العشرات من القتلى الصهاينة والمئات من الجرحى، وهو قائد سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، وكان يقول عنه أهل المخيم: لقد كان محمود مقاتلا شرسا يبحث عن الجنود الصهاينة في المنازل ويلاحقهم من بيت إلى آخر، وبعض الجنود الصهاينة أثناء المعركة كانوا يطلبون الرحمة بألسنتهم من محمود عند محاصرته لهم، وهو قائد الكمين الكبير الذي قتل فيه 13 جنديا صهيونيا، واستشهد في الفيضان والعاصفة النازية لقصف المخيم ومسحه عن الأرض في اليوم العاشر من أبريل 2002..
لا تتوقف القصص والحكايات عن حد معين ففي كل زاوية وشارع وممر قصة شهيد، وتحت كل منزل مهدم وركام منثور بطولة شهيد، فهنا استشهد طه الزبيدي، وهناك استشهد شادي النوباني، وهنا محمود ومحمد وآخرين من الأبطال الأطهار، والدماء ملتصقة على الجدران، ويكفي أن بعض الشهداء بقيت جثثهم كما هي لعدة أيام بدون تحلل.

الأطفال يدرسوا ملحمة جنين
أطفال المخيم إلى جانب منهاج تعليمهم الأساسي، أضاف الطلبة إلى المنهاج كتبا وعناوين وحصص جديدة عن الملحمة الأسطورية لمعركة جنين، ويعبرون عن هذه المعركة برسوماتهم وقصصهم ويعبرون عنها بفرح وسعادة واعتزاز، لتؤكد للعالم أن آليات العدو النازي ومجازره لم تؤسس في قلوبنا سوى روح المقاومة.
لذلك لم ينتصر العدو أبدا، لأن النصر ليس معركة، ولأن المقاومة لم تهزم، فالمقاومة خاضت المعركة من رؤية الصمود والقتال حتى الشهادة..

أنظروا إلى هذا الشعب الذي يقف على أنقاض منازله ورغم الخراب والدمار وهم يوقلون إن الاستشهاديون قادمون، ففي الشهادة حياة وملامح الحياة الموت في سبيل الله.








تعليقات الفيس
0 تعليقات الموقع

0 التعليقات :

Post a Comment

وما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد

كورس متقدم مايكروسوفت اوفيس

آخر المشاريع على GitHub

آخر الأعمال على بيهانس

FaceBook

من تغريداتي

من قناتي

صوت

الأكثر قراءة ومشاهدة